صديقي.. قد تبدو مشكلتي نادرة على مستوى الوعي ويرى الكثير أننا تجاوزناها، لكن على المحك لم نتجاوزها بعد أو هكذا يبدو لي الأمر. مشكلتي أن زوجتي أنجبت أول مولود لنا، وكانت طفلة جميلة لأنها تشبه أمها. في ذاك المساء كنت منتشيا وفرحا بتلك الطفلة، لكن الأصدقاء كانوا يواسونني في الخيمة بجملة «الله يعوض عليك»، «إن شاء الله المولد الثاني ولد»، لا أعرف لماذا كانوا يواسونني مع أنني وقبل أن أذهب لهم وأنا أصلح غترتي كنت أرى وجهي فرحا؟ كانت جدتي وأمي تواسيانني أيضا مع أنني كنت فرحا أو هكذا رأيت وجهي في المرآة، جدتي تقول: «المرأة تجلب معها ثلاثة أحزان، حزن الولادة وحزن الزواج وحزن الموت». بعد عامين جاءت «سناء» طفلة تحمل جمالا خرافيا، أصابني بالفرح من جديد، ومن جديد واساني أصدقائي وأمي وجدتي، وأكدوا أن الله كريم وسيعوضني على ما أصابني، مع أنني أقسم أن ما أصابني هو الفرح. والدي ولأنه مثقف كان غامضا، ولم يحدد هل هو سعيد بما رزقت به أم يرى أنني أستحق المواساة، قال لي مرتين: «مبروك» ولم يضف كلمة أخرى، لكننى متأكد تماما بأن لا أحد كان يصيبه بالفرح مثل ابن أخي حفيده الذي وحده يهدم وقار أبي ويجعله حصانا له. لم أخبرك عن معاناة زوجتي، فهي كانت تشعر بعدم المساواة حين نذهب لبيت والدي، فزوجة أخي كانت هي من تدلل، وهي التي يحتفى بها، لا لشيء إلا لأنها أنجبت الحفيد الذي يهدم وقار أبي ويجعله حصانا له. كنت أدعي أنني لا ألحظ هذه التفرقة، وكانت زوجتي طيبة ولا تعلق على ما يحدث لها، حتى حين نختلف لم تقل لي ولا مرة أن أسرتي لا تحبها وتنبذها. حين أصيبت جدتي ب«الزهايمر» أنجبت زوجتي طفلتنا الثالثة، شعرت بحزن ربما لأني صدقتهم حين كانوا يواسونني في المرتين السابقتين، وربما لأنهم سينظرون لي بشفقة، وبالتأكيد لن تجد زوجتي المساواة إذ نزور أسرتي. ما زاد من معاناتنا «زهايمر» جدتي، فكل مرة نسلم زوجتي وأنا عليها، تسأل: «مين أنتم»، ثم تسألنا : «كم عندكم من أولاد»؟ وحين نخبرها أن لدينا ثلاث فتيات جميلات، تردد: «مسكين يا ولدي الله يصبرك»، فألعن «الزهايمر» الذي يجبر جدتي على إعادة هذا السؤال كل مرة. ما يخيفني يا صديقي بعد حزني على طفلتي الثالثة، أنني وبسبب تلك المواساة التي تكررت، وعدم مساواة أمي في تعاملها مع زوجتي وزوجة أخي، وجملة جدتي وعدم وضوح مشاعر أبي، أن تنجب زوجتي طفلة رابعة، فأكرهها. هل سأكره ابنتي الرابعة يا صديقي؟ التوقيع : صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة