أكثر من مائتي ألف مواطن في المنطقة الشرقية ما زالوا يحلمون بمنحة أرض، إلا أنه مع مرور السنين أصبحت أحلامهم تتلاشى في ظل ارتفاع أسعار الأراضي السكنية في الأحياء الجديدة، مع غياب استحداث مخططات جديدة للمنح من قبل أمانة المنطقة. أمانة المنطقة حاولت حل هذه المشكلة، فعرضت على المواطنين المتقدمين بطلبات المنح عام 1400ه منحهم أراضي في المحافظات القريبة من الدمام مثل النعيرية، مليجة والخفجي، إلا أنهم رفضوا وأصروا على أن تكون في الدمام فقط. ونفى ل«عكاظ» أمين المنطقة المهندس ضيف الله العتيبي وجود أية نية لمنح أراض لمتقدمين بطلباتهم منذ أكثر من 30 عاما، لعدم وجود مساحة كافية من الأراضي في الدمام تغطي طلباتهم، لافتا إلى أن الأمانة طرقت كل الأبواب من أجل الحصول على مساحات تلبي طلبات المواطنين. وعن توقف بعض المخططات في غربي الدمام بسبب محجوزات شركة أرامكو السعودية، قال العتيبي «قرار الوقف كان بأمر سامٍ، وشكلت لجنة من أمانة المنطقة وجهات أخرى لهذه القضية بعد تعرض مواطنين للضرر، ورفعت اللجنة تقريرها وننتظر الرد عليه، واعترضت أرامكو على تلك المخططات وبينت أنها من أملاكها». وأضاف العتيبي «وضعت الأمانة بعض الخطط لإتاحة المجال أمام المواطنين لزيادة نسبة الأراضي السكنية من خلال مشروع تطوير شاطئ نصف القمر، وإطلاق مدينة متكاملة تتوفر فيها كل مقومات المدن، إضافة لزيادة الواجهات البحرية بما يقارب 60 في المائة عن الوضع الحالي بإدخال قنوات مائية، ولتحقيق هذه الأهداف وجهت الدعوة لرجال الفكر والشركاء ملاك بعض المواقع والإدارات الحكومية مثل السياحة وأرامكو وغيرهما، وعرض عليهم المشروع لسماع مقترحاتهم وأفكارهم حوله. من جهته، كشف مدير عام العلاقات العامة والإعلام في أمانة المنطقة محمد بن عبدالعزيز الصفيان أن الأمانة سلمت مواقع للهيئة العامة للإسكان بمساحة 250.930م2 في منطقة العزيزية في الخبر، وذلك حسب ما توفر لديها من أراض تفي لمثل هذا الغرض، وما زال العمل جاريا بشأن البحث عن مواقع أخرى يمكن تسليمها لهيئة الإسكان، مضيفا أن الأمانة سلمت الهيئة موقعا في حفر الباطن بمساحة 1.138.935م2، مشيرا إلى أن أمانة المنطقة تعمل حاليا على إنهاء إجراءات مواقع للإسكان بالتنسيق مع الهيئة العامة للإسكان في كل من الجبيل، الخفجي، النعيرية، بقيق وتوابعها وقرية العليا. وعلى الصعيد نفسه، اعتبر محمد أحمد الدوسري رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التعمير، قطاع الإسكان في المنطقة سوقا واعدة تستوعب الكثير من المنافسات، توفر للمستهلك الكثير من العروض والخيارات لاختيار الأنسب منها. وطالب الدوسري بتشكيل هيئة خاصة لدعم المطورين العقاريين، مؤكدا أن كثيرا من الإجراءات المتعلقة بمنح التراخيص تؤخر البدء في مثل هذه المشاريع، إضافة الى تأخر بعض الجهات الحكومية في بناء ما يخصها من مبان كالمدارس والمراكز الصحية. من جانبه، طالب عبدالمحسن الراشد (مطور عقاري) أمانة المنطقة بتوفير قطع أراض للمواطنين الباحثين عن سكن، وقال «إن القرارات الأخيرة التي أفسحت بعض الأراضي التي كانت تمتلكها أرامكو السعودية، ستساهم في حل جزء بسيط من مشكلة السكن»، مشيرا إلى أن الكثير من المطورين العقاريين بذلوا جهدا كبيرا في إيجاد مساكن تلائم المواطن وتراعي في الوقت نفسه مستوى دخله. من جهته، قال ل «عكاظ» عايض السليم أحد سكان الخبر «تقدمت قبل أكثر من 30 عاما لمنحة قطعة أرض دون أن أحصل عليها طيلة هذه الفترة، مشيرا إلى أن أمانة المنطقة ظلت طوال هذه السنين توعده بالمنحة إلا أنها ما زالت حبيسة أدراج الأمانة».