بعض ملامح حياتنا تشير إلى أننا نعيش على هامش الزمن وأحيانا أشعر أننا خارج كل الأزمنة والقرون، لدينا تكوين خاص بامتياز تسكنه حالات تناقض ومفارقات غير مسبوقة. للتمثيل على ذلك : لم يعش الإنسان زمنا يرفض ويكافح ركوب المرأة للدابة وما يسهل حياة الناس في كافة العصور، عصرنا هذا عصر العجائب في المكان الذي تستطيع المرأة أن تأمن على نفسها في سيارتها تحشر مع رجل (ليس محرما لها) ويمنحها الإسلام ذمتها المالية ونجد من يزايد على الأخلاق وقدرة المجتمع على حماية بناته وقدرة الدولة على تحقيق الأمن لكل الفئات.. ولو توفر بدائل نقل ربما تخففت حدة المعاناة.. مخجل أن تظهر تصريحات لشخصيات في مجلس الشورى تكرس هذا الغبن الاجتماعي وتنتصر لرؤية فئة، خاصة أننا واجهنا الإرهاب الأشرس بمراحل من ظاهرة المعاكسين أو غيرهم.. مللنا من المبررات والأعذار التي تجاوزتها الأجيال الطامحة إلى حياة لا تختلف عن الآخرين. المهم.. بناتنا اليوم يقدمن لنا مفارقة رغم عدم الاعتراف بأهلية الأنثى وتصويرها بمظهر عدم الجهوزية لتحمل المسؤولية وكل هذا التزمت في بعض الأنظمة المتعلقة بالمرأة.. تجد بناتنا في الحلم والأمل رئة يتنفسن منها لتمنحهن الإحساس أنهن يتشاركن الأرض والفضاء مع بقية الكائنات.. لدينا جيل تطلعاته تخطت جدلية ركوب الدابة والسيارة.. الاطلاع على فكرة من الأفكار تعيدنا إلى الواقع المعاصر تلفت انتباهي. في مركز «الأمير سلطان للعلوم والتقنية (سايتك)»بمناسبة مرور 50 عاما على أول رحلة فضاء قام بها رائد فضاء روسي، عبرت عضوات «نادي الفضاء الطلابي» بجامعة الأمير محمد بن فهد البالغ عدد عضواته 30 طالبة عن حلم المشاركة في رحلات فضائية. رئيسة النادي نوف الجلعود أوضحت أن الهدف من تأسيس النادي نشر علوم الفضاء، والتعريف بأهميتها ولفتت إلى قلة التخصصات الدقيقة المتاحة للمرأة، في الجامعات السعودية، وعدم توفر تخصص علوم الفضاء والفلك وإغلاق القسم الوحيد في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وهو للذكور.. واعتبرت تخصصات الهندسة، وعلوم الحاسب، والرياضيات، ذات تطبيقات مباشرة في علم الفضاء ولا يعني تخصص علم الفضاء إجراء بحوث، وتصميم مركبات فضائية، والارتحال للفضاء، وتمنت نوف «مركزا متخصصا في علم الفلك وأبحاث الفضاء في السعودية، تستطيع المرأة المشاركة من خلاله».. تصدق الأحلام يا نوف كل ما هو عظيم في هذا الكون شرارة انطلاقته كانت الحلم، كل شيء بالإمكان مصادرته أو (تكاثره على المرأة) إلا الأحلام ستبقى ضمن نطاق المساحة التي لا يستطيع أحد اختطافها.. تقول هيلين كيلر: «ما يكون بدعة في عصر ما يصبح مألوفا في العصر الذي يليه»..!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة