تنادت 30 فتاة سعودية، إلى احتفالية «نسائية» أقيمت أول من أمس، في مركز «الأمير سلطان للعلوم والتقنية» (سايتك)، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً، على أول رحلة فضاء مأهولة، قام بها رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين، في 12 نيسان (أبريل) من العام 1961. وعبّرت الفتيات، وهن عضوات في «نادي الفضاء الطلابي»، التابع لجامعة الأمير محمد بن فهد، عن حلمهن في اقتفاء أثر غاغارين، بالمشاركة في رحلات إلى الفضاء. وتضمن برنامج الاحتفال، أوراقاً حول المجلس الاستشاري لجيل الفضاء، التابع لبرنامج الأممالمتحدة، ونظرة الإسلام لهذا العلم والفلك، والحرب الباردة بين روسيا وأميركا، واكتشاف الفضاء، وأخيراً قاعدة رياضية، ذات ارتباط بعلمي الفلك والكون. وقالت رئيسة النادي نوف الجلعود، في تصريح ل«الحياة»: «إن هذه أول فعالية يقيمها النادي منذ تأسيسه قبل نحو عام، خارج الحرم الجامعي»، موضحة أن النادي «ضم في بداية تأسيسه 12 من طالبات جامعة الأمير محمد بن فهد، فيما بلغ العدد اليوم 30 طالبة». وعزت سبب ضعف الإقبال عليه من جانب الطالبات، إلى «الاعتقاد السائد بأن علم الفضاء يتسم بالجمود، ويفتقد أجواء المرح والتسلية»، مؤكدة اتباعهن أسلوب التشويق، وعدم التقيد بفعاليات ثابتة، لافتة إلى أن الهدف من تأسيس النادي «نشر علوم الفضاء، والتعريف بأهميتها في الحياة». وأرجعت الجلعود، سبب تخصيص الفعالية للنساء فقط، إلى «الرغبة في مخاطبة المرأة السعودية، وتعريفها بحاجة هذا المجال إليها، خصوصاً أن الوطن العربي يفتقر إلى الرائدات والمهتمات بعلوم الفضاء، على رغم ريادة علماء العرب سابقاً فيه». ولفتت إلى «قلة التخصصات الدقيقة المتاحة للمرأة، في الجامعات السعودية، وعدم توافر تخصص يهتم بعلوم الفضاء والفلك. كما تفتقر الأقسام الذكورية إلى ذلك أيضاً، خصوصاً بعد إغلاق القسم الوحيد المهتم بهذا العلم، في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن». واستدركت أن «التخصص العلمي ليس شرطاً لأن نبرع في هذه العلوم، فتخصصات الهندسة، وعلوم الحاسب، والرياضيات، جميعها ذات تطبيقات مباشرة في علم الفضاء»، مشددة على أن الاهتمام به، «لا يعني بالضرورة إجراء بحوث، وتصميم مركبات فضائية، والذهاب في رحلة للفضاء، إنما يمكن أن يكون مجرد لفت النظر إلى أهمية هذا العلم، والتحري من صدق المعلومة، وهذا ما نعمل على تحقيقه». وأشارت إلى اهتمام النادي أيضاً بظواهر علم الفلك، مثل الكسوف والخسوف، ونشر معلومات حولهما في الجامعة، متمنية أن يتوافر لهن «دعم من المهتمين بهذا المجال في المملكة». كما تمنت وجود «مركز متخصص في علم الفلك وأبحاث الفضاء في السعودية، تستطيع المرأة المشاركة من خلاله». وعزت سبب فشلهن في الانخراط في ورش، إلى أن «كلاً من جمعيتي القطيفوجدة للفلك، تقيمان الورش في مقريهما فقط». ودعت إلى أن تكون مشاريع التخرج للطلاب، «ذات صلة وثيقة بعلمي الفلك والفضاء»، منوهة إلى حضورها وإحدى عضوات النادي، مؤتمراً بمناسبة مرور 25 عاماً، على رحلة أول رائد فضاء سعودي الأمير سلطان بن سلمان، الذي أقيم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، في مدينة الرياض، «ما أتاح لنا فرصة الالتقاء به، وأن نوصل له مدى اهتمام المرأة السعودية بهذا المجال، ورغبتها في التبحر فيه».