دعا سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان الدكتور عبدالعزيز عبدالستار تركستاني، المثقفين السعوديين والعرب والمسلمين للتعرف على الحضارة اليابانية والمساهمة في حركة الترجمة، مشيرا إلى أن الترجمة تحركت بعد جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة. وأكد ل «عكاظ» تركستاني البارحة الأولى لدى وصوله المملكة للمشاركة في مهرجان الجنادرية الذي يستضيف اليابان لهذا العام، أن الثقافة اليابانية قريبة من الثقافة الإسلامية من حيث الانفتاح على الآخر مع الاحتفاظ بقيمها وهويتها، مضيفا «من خلال معرفتي بالثقافة اليابانية خلال ال 30 عاما الماضية أعتقد أنها ثقافة نوعية متخصصة»، مشيرا إلى أنها ثقافة كانت منغلقة عن العالم ل 400 عام، وفي 1868 خرجت للعالم الخارجي بشكلها الجديد الذي يحمل مفاهيم كثيرة من المبادئ والقيم الاجتماعية، كونها ثقافة محافظة ولديها رغبة للاحتفاظ بهويتها في الوقت الذي تنفتح على الآخر. وأوضح أنه رغم الأزمة الأخيرة التي مرت بها اليابان في كارثة التسونامي، إلا أنها لم تعتذر عن المشاركة في مهرجان الجنادرية، واستمرارها يدل على مدى تطور العلاقات الكبيرة بين البلدين، وأشار إلى أن تلك العلاقات الممتدة نحو 56 عاما تحولت من ثنائية إلى شراكة تجارية واقتصادية، ثم تطورت لتصبح ثقافية أيضا. وأشار التركستاني إلى أن المملكة تتوجه لعلاقات ثقافية مع اليابان، خاصة أن المملكة ذات ثقافة وحضارة وتاريخ، مبينا «أننا في السفارة السعودية نتجه نحو تطوير العلاقات الثقافية والتعليمية والبحثية بين المملكة واليابان، ومن ضمن ذلك إقامة المعرض الدولي في اليابان، وكانت المملكة ضيف شرف، وقبلها كانت اليابان ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب، ويتوج ذلك موافقة خادم الحرمين الشريفين أن تكون اليابان ضيف شرف لمهرجان الجنادرية هذا العام». وتحل اليابان هذا العام ضيف شرف على المهرجان، امتدادا للتقليد الثقافي الذي ينتهجه المهرجان في استضافة دولة شقيقة أو صديقة كضيف شرف، وسيتعرف الزائر على الثقافة اليابانية من خلال العروض التي تقدم في الجناح الياباني، وسيتيح الجناح فرصا غنية للتعرف على ثقافة هذه الدولة الصديقة. وتقدم اليابان لوحات من الفلكلور الياباني، والتراث، والرقصات التقليدية، وفنون القتال «الجودو» و«الكاراتيه»، ويشهد المهرجان ثلاث ندوات عن اليابان، منها العلاقات السعودية اليابانية. من جانبه، أكد سفير اليابان لدى المملكة شيغرو أندو أن بلاده حريصة على تقديم الوجه المشرق لحضارتها وثقافتها من خلال المهرجان، مشيرا إلى أن بلاده عقب تعرضها للكارثة الأخيرة فكرت في الانسحاب من المهرجان «ولكن اليابانيين قطعوا وعدا بالمشاركة، فلم تمنعنا كارثة التسونامي من المشاركة في الجنادرية».