مسكين الطفل الخليجي.. يعيش في بيوت معظمها مدمنة مسلسلات تلفزيونية قاهرة.. ومنزوعة الحياء! كل ما فيها تخريب في تخريب بعيدة تماما عن الفن الجميل! تقوم على قصص خرافية كل أحداثها تدور حول الحب المحرم والحمل سفاحا والخيانة المتعمدة والغدر بسبق الإصرار والترصد! الزوجة تعشق أخو زوجها! والزوج ينام مع زوجة ابنه! أو أخيه أو عمه أي ينام مع جميع نساء المسلسل ما عدا زوجته! هذا هو التتريك والتسفيه الذي نراه هذه الأيام مصورا على الشاشات الفضائية ولا يدخل إليناء عبر القناة الأجنبية بل عبر القناة العربية والناطقة بالعربية! فلا تتهموا الأجانب بارتكاب الجرم الأخلاقي المشهود لإفساد مجتمعاتنا «النامية».. فما يفعله أولئك الأجانب لا يأتي قطرة في بحر ما يفعله بنا أصحابنا المقربون! نحن أمام ظاهرة غزو أخلاقي وإنساني وهو الغزو الذي لا يقاوم كما ينبغي فإذا استطعنا بقوة ردع الإرهاب وشياطينه وردع الجريمة وفاعليها فنحن أمام هذا المنكر الفاحش مستسلمون رغما عنا لأنه ليس من عدو بل من صديق العدو منه أرحم! نعم نعم إن الفن لا ينبغي أن يكون مثاليا أو خياليا أو أخلاقيا إلى حد الهروب من الواقع. لكن أيضا السفالة والنذالة والغوص في الخيانات والمحرمات وكسر كل الممنوعات ليس فيه من الفن الحقيقي شيء! إنها دعوة مبطنة لنشر الرذيلة وحرب مستأسدة ضد الفضيلة وضد الأخلاق.. وضد الطفولة! فبأي ذنب تتاح لأبنائنا فرص النمو وسط هذا العفن الأخلاقي ولمصلحة من هذا التواطؤ العربي على نشر الموبقات والعزف على المحرمات وإثارة الغرائز دون حدود أو ضوابط! لم يعد الطفل العربي يعيش زمن طفولة.. صار زمنه مشحونا بكل صنوف الإغراءات الماجنة من ترويج طرق استعمال المخدرات المسمومة إلى طرق تبادل العواطف على الفراش المحرم.. في المقابل لا توجد برامج تهتم بالأطفال ضمن أجواء خيرية تنمي فيهم النزعة إلى الفضيلة والبعد عن منحدرات الرذيلة.. كل البرامج التلفزيونية تلهو بالأطفال وتغرر بهم وتدخلهم عوالم مغيبة يتخرجون منها إلى إصلاحية الأحداث كمجرمين ومنحرفين! الطفل العربي لا يحظى بحقوقه في الرعاية الإنسانية القادرة على تنمية مواهبه وتربية غرائزه بل كل ما يحظى به أنواع من التعليم ومن البرامج التي تعد خطرا على الطفولة تنتهكها بدلا من أن تربيها وتسيء إليها بدلا من أن تحميها! ومن الملاحظ أن ارتفاع سقف الحرية الفنية لا يقابله ارتفاع في سقف النقد الفني الهادف أو ارتفاع في حرية التعليم والتثقيف.. لقد أصبحت التلفزيونات العربية خطرا فتاكا يهدد البيت العربي إما في استقراره الأمني أو في بنيانه الأخلاقي! والصمت لا يزال مطبقا لدى الجهات المعنية بالطفولة العربية إنه عار عظيم أن نعيب زماننا والعيب فينا! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة