عاد مؤشر سوق الأسهم السعودية إلى الإخضرار الأربعاء، وأغلق مرتفعا ب 26 نقطة، حيث كان الإقفال عند 6574 نقطة وقيمة تداولات بلغت 3.8 مليار ريال تقريبا وسط تباين في أداء الأسهم بين التماسك والتذبذب والسلبي. وكان قطاعا البتروكيماويات والتأمين أفضل القطاعات تقريبا ثباتا وتماسكا، فيما شهد قطاع المصارف والبنوك مسارا جانبيا أقرب إلى السلبية منه إلى الإيجابية، وكذا قطاع الأسمنت، فيما كان قطاع الزراعة والصناعات الغذائية محاطا بسلبية واضحة وعزوف عن توفير طلبات شراء جديدة. وشهدت السوق انخفاضا حادا يوم الثلاثاء وكانت المخاوف على أشدها من انفلات زمام الأمور، حيث كان إعلان شركة الزامل عن توقعاتها بانخفاض أرباحها للربع الأول، كفيلا بتحول المزاج وانخفاض السهم بالنسبة الدنيا، وتبعه سهم الكهرباء الذي افتتح بفجوة سعرية هابطة بنسبة 5.5 في المائة تقريبا بسبب أحقية التوزيعات النقدية التي تمت على السهم، وكذا الحال مع سهم التصنيع الوطنية والتي انعقدت فيها الجمعية العمومية ونتج عنها الموافقة على التوزيعات النقدية إضافة إلى منح أسهم مجانية، وكانت هذه الأوضاع سببا جوهريا في الهبوط الذي حصل الثلاثاء الماضي، في وقت كان اتجاه أسعار النفط الصاعدة سببا في تماسك سابك وقطاع البتروكيماويات. وحاليا تترقب السوق صدور المزيد من نتائج الربع الأول وسط تفاؤلات بتحسن نتائج القطاع المصرفي بعد الانتهاء تقريبا من تجنيب المخصصات، إضافة إلى توقعات متفائلة بإمكانية تحقيق أرباح قياسية لقطاع البتروكيماويات وقطاعات أخرى كالأسمنت والتجزئة. كما أن السوق تتأهب أيضا لاستقبال صدور نظام الرهن العقاري حيث يتوقع أن يؤدي إلى حراك اقتصادي، طالما انتظرته قطاعات التطوير العقاري والمصارف والبنوك، والذي ستستفيد منه قطاعات أخرى بصورة مباشرة وهي قطاع الأسمنت، والكهرباء والاتصالات وتقنية المعلومات وقطاع التشييد والبناء. فنيا ما زالت السوق محاطة بمخاطر قوية، فقد تأتي بعض البيانات السلبية سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية وتستغل لكسر 6526 نقطة، حيث يؤدي كسرها إلى تحولات سلبية تؤدي إلى الهبوط إلى 6477 نقطة، وقد تلامس بعدها نقطة دعم عند 6350، حيث لابد عندئذ من ترقب سلوك المؤشر عند هذه النقطة، علما أن كسرها سيؤدي إلى حدوث أوضاع سلبية غاية في الحدة. ويبقى أن وضع المؤشر يبدو أقرب إلى السلبية المحدودة، وكذلك إلى إيجابية محدودة التي قد تصعد به إلى مستوى 6610 نقاط، وتجاوز هذه النقطة سيلغي السلبية وتتحول الأمور مرة أخرى إلى الإيجابية حيث يمكن معاودة اختراق مقاومته السابقة عند 6643 ومنها لاختبار مقاومة جديدة عند 6662 ثم 6720 نقطة.