أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية مرتفعا ب49 نقطة عند 6574 نقطة، وذلك بسب ارتفاع سهم سابك إلى مستويات 112 ريالا وإغلاقه عند 111.75 ريال بعدما حققت سابك ارتفاعا قويا بنتائجها الفصلية إلى 7.6 مليار ريال مواصلة خروجها من مشكلة شراء شركة البلاستيكيات المبتكرة في أمريكا، مع توقعات المسؤولين فيها بتفاؤلهم بمواصلة تحقيق النتائج القوية للربع المقبل خاصة وأن أسعار النفط تشهد ارتفاعات قوية تؤدي الى زيادة مطردة على الطلب على النفط ومشتقاته من الصناعات البتروكيماوية. كذلك كان هناك عدد من الاعلانات التي صدرت عن الشركات وكان التفاعل معها يسير بصورة منطقية سواء من حيث الايجابية او السلبية. ومن ابرز النتائج التي كان لها تأثيرها على مسار مؤشر السوق نتائج الاتصالات السعودية والتي حدث أن أعلنت عن انخفاضين، انخفاض في حجم الارباح الصافية المحققة عن الفترة المماثلة من العام الماضي وكذلك انخفاض بتوزيعات الأرباح الربعية التي توزعها الشركة والتي كانت لا تقل عن 75 هللة للسهم الواحد واصبحت بالربع الاول بنصف ريال. ولا شك ان هذه الاوضاع عكرت أمزجة المستثمرين، ففي الوقت الذي كانوا يتفاءلون بزيادة التوزيعات او على الأقل ثبات التوزيع، فإذا بالشركة تخالف ذلك التفاؤل، لكنها أعلنت انها ستمول الاستثمارات الرأسمالية خارج المملكة والتي تعتزم من خلالها تملك حصص بشركات اتصالات بدول عربية وغير عربية. وطالما ان رغبة التوسع الخارجي موجودة لدى الشركة فهناك مجموعة اسئلة لابد من طرحها مثل تأثير التوترات السياسية التي تعيشها بعض الاقطار العربية مثل سورية وغيرها على استثمارات الشركة سواء ما تتملكه الشركة فعليا من حصص او ما تعتزم التنافس بشأنه للفوز بتلك الحصص، كذلك اسئلة تدور حول عدم قيام الشركة من استخدام بعض وسائل التمويل المتاحة والتي ربما تكون اجدى اقتصاديا للشركة ومنها اصدار صكوك او الاقتراض بالمرابحة خاصة وان نسب الفائدة منخفضة الآن وبقياس العائد من الاستثمار مستقبلا مع نسب الفائدة الحالية او المستقبلية يمكن الاستنتاج بأن الشركة تقوم بالاستخدام الامثل والكفؤ للموارد المالية ويمكنها من ابقاء التوزيعات النقدية على مساهميها عند مستوياتها او حتى رفعها، ولا يعني ان الشركة في حال اقتراضها بأنها تعاني من شح مالي او انها بصدد دخول ازمة، لكنه يعبر بصورة واضحة عن كفاءة الشركة في التفكير المالي الامثل، وهو ما قامت الشركة ماضيا من استخدام مثل هذه الوسيلة ابان رئاسة المهندس عبدالرحمن اليامي لها عندما اقترضت حوالي 6 بلايين ريال عن طريق المرابحة وقامت باستبدال وتطوير وتوسعة الشبكة القديمة بشبكة حديثة مكنتها في وقت قياسي من سداد التزامات القروض وفوائدها مع استفادة الشركة بفوائض الارباح الناتجة من المشروع الممول عبر هذه الوسيلة. و على ذلك شاهدنا تقهقر السهم من مستويات 38.8 وافتتاحه بفجوة بسعر 37 ريالا ثم هبوطه الى 36.3 واقفل عند 36.5 ريال. والسهم اذا ما تخطى سعر 36.8 واغلق خلال الاسبوع القادم فوق 37 ريالا فإن عملية صعوده مرة اخرى لاعتبار مقاومة 38.8 ستكون واضحة. إغلاق السهم قرب هذه الاسعار وعدم كسر 36 ريالا سيكون ايجابيا أما في عدم تجاوز السهم 38.8 وكسر 36 ريالا فإن السهم يستهدف العودة خلال الفترة المقبلة الى قاعه السابق عند 33 ريالا. على صعيد المؤشر العام نرى ان الاغلاق فوق نقطة 6574 يعتبر ايجابيا ويعطي مؤشرا جيدا للعودة الى 6604 ومنها الى اختراق مقاومة عنيفة طالما وقفت بصعوبة وهي 6636 نقطة واختراق هذه النقطة لا يعني ان الطريق اصبحت ممهدة لمواصلة صعوده الى 6720 بل ان ذلك سيكون وسط تذبذبات ومواجهة مقاومات لا تقل صعوبة عن مقاومة 6636 وهذه المقاومة هي 6653 و 6665 لذا فالأمور تتخللها فترات من القوة والضعف ولكن لابد من الحذر عند الوصول للمقاومات المذكورة.