تعهد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمام حشود ضخمة من مؤيديه في صنعاء التي بدت منقسمة بين جبهتين أمس، بالتضحية "بالغالي والنفيس من أجل الشعب"، فيما دعته المعارضة إلى "تضحية وحيدة" وهي أن يتنحى عن الحكم. وقال صالح في ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي "أتعهد لكم، إنني سأفدي هذا الشعب بالروح وبالدم". وأضاف "سأضحي بالدم والغالي والنفيس من أجل جماهير شعبنا اليمني العظيم". وتابع "لن أرد على أحد لكن الشكر والتقدير للأبناء الشباب والشابات ولكل جماهير شعبنا". إلا أنه تمنى على المعارضين له أن "يكون خطابهم حصيفاً ومسؤولاً يخاطبون به الجماهير دون أن يتلفظوا بألفاظ غير مسؤولة". ومن جهته قال المتحدث باسم المعارضة محمد الصبري رداً على كلمة صالح أن "الشعب يريد منه تضحية واحدة، وهي أن يتنحى". وواصل آلاف المحتجين اعتصامهم المستمر منذ 21 فبراير الماضي في ساحة قريبة أمام جامعة صنعاء أطلقوا عليها اسم "ساحة التغيير". وبدا التوتر واضحاً اليوم في شوارع صنعاء التي انقسمت إلى منطقتين، منطقة شمالية تجمع فيها المطالبون برحيل صالح، وأخرى جنوبية تمسك المحتشدون فيها بالرئيس. وفرضت وحدات من الأمن والحرس الجمهوري والشرطة إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج كافة الشوارع الرئيسة في العاصمة، خاصة تلك المؤدية إلى ميدان السبعين. وندد الشيخ أحمد صالح ناصر المطري من قيادات الحزب الحاكم في منطقة بني مطر بمحاولات من قبل أحزاب المعارضة للتشكيك في دوافع القبائل المؤيدة لما وصفها ب"الشرعية الدستورية" في المشاركة في المظاهرات الشعبية المؤيدة للرئيس صالح بالادعاء أن هؤلاء يتقاضون إكراميات ومنحاً". وكانت مصادر أمنية مطلعة قد أكدت ل"الوطن" أن القوات الأمنية منعت دخول العديد من السيارات التي تقل متضامنين من رجال القبائل الوافدين من منطقة عمران إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية للمعتصمين بساحة التغيير؛ لاعتبارات تتعلق بحيازتهم صوراً ولافتات دعائية تتضمن عبارات مناوئة للرئيس صالح. وجددت السلطات الأمنية بوزارة الداخلية تحذيرها للمعتصمين بساحة التغيير من مغبة التحرك خارج نطاق ساحة الجامعة، أو تسيير قافلة مبادرة "الشهيد" التي أطلقت من قبل أعداد من العسكريين المنشقين وما يقدر بخمسة آلاف من النساء المعتصمات والأطفال باتجاه مقر دار الرئاسة للاعتصام. وأكد رئيس حركة "شباب 3 فبراير" عادل الوليبي أن "أعداد المتظاهرين أمس تخطت تلك التي سجلت في تظاهرات سابقة، ونحن على كل حال سنواصل الضغوط من خلال اعتصامنا وسنحاول التوسع نحو مناطق جديدة". وتابع إن "ردنا على الرئيس سيكون في الميدان ونحن سنقدم أرواحنا في سبيل تحقيق الحرية والكرامة وطرد كل فاسد". وأطلق المحتجون على الجمعة "يوم الخلاص"، فيما أسماه الموالون "يوم الإخاء" و"يوم الوفاء". ونظمت اليوم تظاهرات أخرى في مناطق مختلفة من اليمن خصوصاً في الجنوب. وانطلق الآلاف من ساحة الشهداء بالمنصورة في عدن في مسيرة اتجهت إلى حي الشيخ عثمان. وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج، تظاهر الآلاف بعد أدائهم صلاة الجمعة في ساحة الحرية للمطالبة بإسقاط النظام. كما شهدت محافظة شبوة وبعض مدن حضرموت وتعز واب تظاهرات مماثلة.