سمعت وشاهدت ما أعتبره مختلفا عليه قابلا للاتفاق أو احترام الاختلاف معه، لكن هذه المرحلة احتشدت فيها الأكاذيب بأسلوب هادر، كأن المتابع لا يملك عقلا يفحص ويرصد، ثم يدحض هذه الأكاذيب. غالبية الأكاذيب المتداولة (لفظية وبصرية) تقدمها فضائيات متخصصة في الاستهانة بذكاء الناس، ميزتها فتح الفضاء للاتصال المجاني، استقبلت وتبنت آراء شخصيات تتحدث بأصوات متهدجة، ومسرحيات سامجة ومكشوفة من البعيدين عن أرض الحدث، ويتشدقون بدعمهم حقوق الإنسان، الذريعة التي أصبحت من وجهة نظرهم مفتاح إيقاد الفتنة أطول فترة ممكنة. ثم تحول الأمر إلى فتح المجال للهواة، ومن خلال الطلب الصريح من الفضائيات (الشهير منها والوضيع) بإرسال مقاطع مرئية، وهنا وفي حرب البحرين مع الفئة الضالة ستجدون كما لا يمكن حصره من محاولات التدليس على الناس وتصوير الجثث والمصابين... إلخ ما شاهدناه وتصدى لكشفه الخبراء، ومقاطع الكشف عن كمية هذه الأكاذيب أيضا موجودة لمن يبحث عن الفهم، ولا يسمح لأحد بأن يدلس عليه ويخدعه ويوجه تفكيره. وبدلا من نهوض الفضائيات بمسؤوليتها وتقديم تقارير رصينة مهنية من مراسليها يحاسبون عليها وعن مصداقيتها، أصبحت الفضائيات مرتهنة لهذا السيل من المقاطع، وأصبح من الصعب استعادة الثقة في النص البصري والصورة المرئية ما دامت إدارة البث الفضائي تتكل على من يعي ومن لا يعي خطورة الصورة، وكيف يخلق التكاذب الإعلامي فتنا، يسهل إشعالها، ويستحيل إخمادها قبل أن تلتهم الأخضر واليابس. بالنسبة للنخب ومن يصنف البعض منهم على أنهم (قادة رأي)، علينا الانطلاق في فحص ما يحاول من تضخمت ذاته ومن فرط النرجسية والغرور لأنه كتب وتحدث لا بد أن نصدقه حتى لو كذب لمجرد أنه تناول قضية نختلف عليها الآن وسينقلب عليها ويغير جلده عندما نكتشف زيفه. تفيد الحكمة بأنه: من رضي على نفسه كثر الساخطون عليه، وعدم مراجعة الذات واحتمالات عدم صوابية الموقف أمر وارد ومتناقض مع تعنت الرافض لحق الاختلاف والتشنج، وتبني اتهام المختلف بالارتهان (للخندق الآخر)، سواء أكان (حكومة أو جهة أو فئة أو تجربة أو طائفة)، وهي مشكلة العصر الحالي، ويعج بها مشهد الأطروحات التي تدعي تبنيها المدافعة عن حقوق الإنسان، وهي تلغي حق الاختلاف مع من يخالفها الرأي، وهذه مفارقة!! القوة والثراء في (التباين والاختلاف). ومن التحضر إن كانت النوايا سليمة أن تختلف معي تماما وتسعى لحماية هذا الاختلاف، بدلا من تبني ثقافة تخدم المصالح وتبقينا بين حالة تكاذب.. أوغرور مغلف بادعاء امتلاك الحقيقة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة