استجوبت لجنتا تحقيق من الشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان أمس، الفتيات والعاملات في بيت الطفل على خلفية أحداث الفوضى التي شهدها الدار أمس الأول، والتي نتج عنها هروب عدد من الفتيات، واستقالة مديرة بيت الطفل. وشمل الاستجواب الفتيات اللاتي تقدمن بشكوى إلى وزير الشؤون الاجتماعية، وحارس بيت الطفل، والعاملات اللاتي تواجدن أثناء حدوث الفوضى. وفيما عملت اللجنة على معرفة مسببات الفوضى الحاصلة في الدار، أصدرت رئيسية جمعية أم القرى الخيرية النسائية هانم ياركندي قرارا يقضي بمنع مديرة بيت الطفل المستقيلة من الدخول إلى الدار. وتجددت أحداث الفوضى لليوم الثاني على التوالي أمس، وتكررت مطالبات الفتيات بإعادة المديرة السابقة. وبينت ل«عكاظ» مصادر مطلعة أن عددا من العاملات قدمن بلاغات عن سلوكيات غير أخلاقية شهدتها الدار خلال الفترة الأخيرة، وتردي الخدمات وما يقدم من أطعمة، والاستغناء غير المبرر عن بعض زميلاتهن. وبينت المصادر أن مديرة الدار كانت قد استبعدت عددا من العاملات والمربيات، ووظفت قريباتها، ولم تستمع إلى همومهن ومشاكلهن. وأضافت المصادر أن الطالبات «أوضحن سوء الأوضاع داخل البيت، ولا نعامل مثل الدور الأخرى، حيث كنا في السابق نذهب في رحلات، ونسافر خارج مكة، ويوجد أماكن محظورة لا نستطيع زيارتها مثل بعض الملاهي في جدة، ولا نتسوق بسبب عدم وجود ميزانية، ولا يمكن الصرف على الرحلات». وتحدثت المصادر عن شكوى الفتيات من قلة المكافآت الشهرية، بقولهن «ما نعرفه أن دور الأيتام في المملكة تصرف للنزلاء 3 آلاف ريال شهريا، إلا أن بيت الطفل يتفاوت الصرف فيه، حيث يحصل الجامعيات على ألف ريال، والمرحلة الثانوية 600 ريال، والمرحلة المتوسطة 400 ريال، والمرحلة الابتدائية 300 ريال، وباقي المكافأة لا نعرف أين مصيرها». من جهتها، كشفت مديرة بيت الطفل أنها لن تتراجع عن استقالتها التي قدمتها عقب الأحداث التي شهدها بيت الطفل يوم أمس الأول، مبينة أنها لم تتلق أي اتصالات من المسؤولين في الشؤون الاجتماعية «واقتصر تواصلي مع الفتيات داخل الدار للاطمئنان على حالتهن النفسية، ولن أتخلى عنهن حتى لو غادرت إدارتي، فأنا أم، وأشعر بأحاسيسهن، وشعوري تجاههن لن يتغير». ونفت أن تكون قد استبعدت أيا من العاملات في بيت الطفل الشهر الماضي، مضيفة «لكنني رصدت انقطاع عاملتين عن العمل في الدار، ورفعنا عن انقطاعهما، ولا يعاني بيت الطفل من عجز في الكوادر العاملة على الإطلاق، فلدينا 26 أما بديلة، ويبلغ عدد العاملات في الدار 70 عاملة متنوعة الاختصاصات، ويتم اختيارهن وفقا للضوابط المتبعة، ومن ثم يتم توقيع عقد لمدة ثلاثة أشهر، وفي حال تجاوزت مرحلة التجربة يتم توقيع عقد معها لمدة عام». وأكدت مديرة الدار المستقيلة عدم توظيف قريباتها في الدار، موضحة أن التوظيف ليس من صلاحيتها بل من صلاحية اللجنة الإدارية في جمعية أم القرى، واللجنة هي من وظفت شقيقتي إذا كانت المقصودة».