نظم نادي تبوك الأدبي ندوة بعنوان «الوحدة الوطنية من منظور فكري»، وشارك في الندوة عدد من أعضاء مجلس الشورى وهم اللواء الدكتور صالح الزهراني، اللواء الدكتور محمد أبو ساق، والدكتور عائض الردادي. الندوة التي أدارها رئيس النادي الأدبي الدكتور مسعد العطوي، بدأت بذكر السيرة الذاتية للمحاضرين، وتحدث اللواء الزهراني عن الوطن والوطنية في نظر الإسلام وكذلك عن حب الوطن وعن تعلق الإنسان بوطنه، وعرف الزهراني الوطنية بأنها تلك العواطف القوية التي يحس بها المواطن نحو وطنه العزيز وتلك الروابط الروحية المتينة التي تشده إليه، كما عرف المواطن بأنه الإنسان الذي اتخذ من الأرض بلدا وسكنا يقيم فيه إقامة دائمة لممارسة عمل. من جانبه، تحدث اللواء الدكتور محمد أبو ساق عن لمحات من سجل المملكة السياسي والاجتماعي المشرف فقد رصد عددا من الميزات الاستراتيجية للمملكة من بداية توحيدها على يد الملك المؤسس. وأشار في ذلك إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة ومصادر قوتها وتميزها بين دول العالم، وذكر مكانة الحرمين الشريفين وشرف خدمتهما، ثم تحدث عن الرؤية السياسية التي ساهمت في تعزيز مكانة المملكة إقليميا وعالميا، مشيرا إلى عدد من التحديات الإقليمية والعالمية والمحلية التي واجهتها المملكة واستطاعت أن تجتازها حكومة وشعبا وتحقق مكاسب مرموقة في الاستقرار والازدهار. وألمح اللواء أبو ساق إلى عناصر قوة الدولة الاقتصادية والدبلوماسية والحضارية والعسكرية وقدرتها على التوازن وتحقيق قفزات تنموية تحظى باحترام العالم. وختم أبو ساق حديثه بالإشارة إلى ما يحدث في المملكة اليوم من نهضة متجددة في مجال البنية التحتية عموما والتعليم والصحة والإسكان بصفة خاصة، وقال إن العالم من حولنا يشهد الكثير من الأزمات والتقلبات والأحداث الكبرى في الوقت الذي نجد مؤشر التنمية والنهضة والاستقرار في المملكة متصاعدا بما يؤكد عمق التلاحم بين القيادة والمجتمع. وفي سياق متصل، أشار الدكتور عائض الردادي إلى دور الفضائيات في تفتيت الهويات وتفكيك الوحدات الوطنية، لافتا إلى أن الإعلام السعودي موجه بحيث يصل الأمر إلى إلغاء التوقيت المحلي أو العالمي واستخدام التوقيت السعودي وإلى مناقشة مشكلات محلية سعودية من متحاورين غير وطنيين وكأن المشكلة مشكلة عالمية أو تعني المتحاورين، وتطرق الدكتور الردادي إلى أن بعض الفضائيات الناشئة (إقليمية شعبية) تسعى لبذر وزرع الفرقة الإقليمية أو الفئوية أو القبلية، مشيرا إلى ما يتم عرضه من مسلسلات تنبش في الماضي لبعث فتنه نائمة وكذلك الفضائيات الدينية، وبين أن الفضائيات الشعبية التي توغل في إثارة النعرات والتفاخر تؤثر سلبا على الوحدة الوطنية.