نظم نادي تبوك الأدبي أخيراً ندوة بعنوان «الوحدة الوطنية من منظور فكري»، وشارك فيها ثلاثة من أعضاء مجلس الشورى، وهم اللواء الدكتور صالح الزهراني واللواء الدكتور محمد أبو ساق والدكتور عائض الردادي وأدارها رئيس النادي الدكتور مسعد العطوي. في البداية تحدث اللواء الزهراني عن الوطن والوطنية من وجهة نظر الإسلام، وكذلك عن حب الوطن وعن تعلق الإنسان بوطنه، معرفاً الوطنية بأنها «تلك العواطف القوية التي يحس بها المواطن نحو وطنه». وأشار إلى أن مفهوم القومية «لا يجب أن ينظر إليه بأنه يتعارض مع الإسلامية، كما أولئك المتشددين، ما دام أنه لا يخرج عن إطاره البناء». وقدم الدكتور أبو ساق لمحات من سجل المملكة السياسي والاجتماعي، إذ رصد عدداً من الميزات الاستراتيجية للمملكة، من بداية توحيدها على يد الملك المؤسس، متطرقاً إلى الحديث عن الرؤية السياسية «التي أسهمت في تعزيز مكانة المملكة إقليمياً وعالمياً». وعدد أبو ساق التحديات الإقليمية والعالمية والمحلية، التي واجهتها السعودية «واستطاعت أن تجتازها حكومة وشعباً وتحقق مكاسب مرموقة في الاستقرار والازدهار». ثم ألمح إلى عناصر قوة الدولة الاقتصادية والديبلوماسية والحضارية والعسكرية، وقدرتها على التوازن. فيما أشار الدكتور الردادي إلى دور الفضائيات في تفتيت الهويات وتفكيك الوحدات الوطنية، لافتاً إلى أن الإعلام السعودي «موجه بحيث يصل الأمر إلى إلغاء التوقيت المحلي أو العالمي واستخدام التوقيت السعودي، وإلى مناقشة مشكلات محلية سعودية من متحاورين غير وطنيين، وكأن المشكلة مشكلة عالمية، أو تعني المتحاورين». وتطرق إلى أن بعض الفضائيات الناشئة «تسعى لبذر وزرع الفرقة والفئوية أو القبلية، وما تعرضه من مسلسلات تنبش في الماضي وسحبه على الحاضر، لبعث فتنة نائمة». وشدّد على زيادة الاهتمام بالبعد الثقافي والتوعوي للطبقات الشعبية والوصول للشباب، وألا تكتفي النخب الثقافية والإعلامية بالتحاور فيما بينها، من دون شراكة لكل شرائح المواطنين في ثقافة المواطنة.