أشار عدد من أعضاء مجلس الشورى إلى أن الفضائيات الناشئة (إقليمية- شعبية) تسعى لبذر وزرع الفرقة الإقليمية أو الفئوية أو القبلية، وأن ما تعرضه من مسلسلات تنبش في الماضي وسحبه على الحاضر لبعث فتنة نائمة، وكذلك الفضائيات الدينية، مؤكدين أن الفضائيات الشعبية توغل في إثارة النعرات والتفاخر على الوحدة الوطنية. جاء ذلك خلال اقامة نادي تبوك الأدبي قبل يومين ندوة بعنوان “الوحدة الوطنية من منظور فكري” شارك فيها عدد من أعضاء مجلس الشورى، وهم: اللواء الدكتور صالح الزهراني واللواء الدكتور محمد أبو ساق والدكتور عائض الردادي وأدارها رئيس النادي الأدبي الدكتور مسعد العطوي. بداية تحدث اللواء الزهراني عن الوطن والوطنية في نظر الإسلام وكذلك عن حب الوطن وعن تعلق الإنسان بوطنه وعرّف الوطنية بأنها تلك العواطف القوية التي يحس بها المواطن نحو وطنه العزيز وتلك الروابط الروحية المتينة التي تشدّه إليه، والمواطن بأنه الإنسان الذي اتخذ من الأرض بلدًا وسكنًا، وتطرّق اللواء الزهراني خلال حديثه عن كتابات بعض المتشددين لمزًا في الوطن ومعارضة لفكرة الوطنية من منطلق أن كل ذلك ليس من الدين وأنه يتناقض مع مفهوم العالمية الإسلامية، مبيّنًا أن أطروحاتهم أعطت انطباعًا خاطئًا ومشوشًا عن فكرة الوطنية وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وأضاف أن تلك الطروحات صوّرت المتديّن بأنه غير وطني ولا يهمه أمر الدين، وضرب على ذلك عددًا من الأمثلة. ثم تحدث اللواء الدكتور محمد أبو ساق عن لمحات من سجل المملكة السياسي والاجتماعي المشرّف، فقد رصد عدد من الميزات الاستراتيجية للمملكة من بداية توحيدها، وأشار في ذلك إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة ومصادر قوتها وتميّزها بين دول العالم، وذكر مكانة الحرمين الشريفين وشرف خدمتهما، ثم تحدث عن الرؤية السياسية التي ساهمت في تعزيز مكانة المملكة إقليميًا وعالميًا، وأشار اللواء أبو ساق إلى عدد من التحديات الإقليمية والعالمية والمحلية التي واجهتها المملكة واستطاعت أن تجتازها حكومة وشعبًا، وختم حديثه بالإشارة إلى ما يحدث في المملكة اليوم من نهضة متجددة. وبدوره تحدث الدكتور عائض الردادي فأشار إلى دور الفضائيات في تفتيت الهويات وتفكيك الوحدات الوطنية، مشيرًا إلى أن الإعلام السعودي مُوجه بحيث يصل الأمر إلى إلغاء التوقيت المحلي أو العالمي واستخدام التوقيت السعودي وإلى مناقشة مشكلات محلية سعودية من متحاورين غير وطنيين وكأن المشكلة مشكلة عالمية أو تعني المتحاورين، وتطرق الدكتور الردادي إلى بعض الفضائيات الناشئة (أقليمية - شعبية) والتي تسعى لبذر وزرع الفرقة الإقليمية أو الفئوية أو القبلية وأن ما تعرضه من مسلسلات تنبش في الماضي وسحبه على الحاضر لبعث فتنة نائمة وكذلك الفضائيات الدينية، وبيّن أن الفضائيات الشعبية توغل في إثارة النعرات والتفاخر على حساب الوحدة الوطنية، يماثله خطر الفضائيات الإقليمية التي ولدت في توجه عالمي لتفكيك الوحدات الوطنية، واستدل على ذلك من خلال الأحداث الأخيرة في المنطقة التي اخرجت بعض القنوات مما كانت تتدثر به من أنها ذات موضوعية وحيادية بأن صارت قنوات محرّضة وشاحنة للنفوس وكذلك الإعلام الجديد عبر الإنترنت من (فيس بوك- تويتر- صحف الكترونية) قد فاقت في الدعوة لتفكك الإعلام الموجه المسموع والمقرئي والمكتوب، واختتم الردادي حديثه قائلًا: لا بد من زيادة الاهتمام بالبعد الثقافي والتوعوي للطبقات الشعبية والوصول للشباب، وألا تكتفي النخب الثقافية والإعلامية في التحاور فيما بينها دون شراكة لكل شرائح المواطنين في ثقافة المواطنة عبر وسائل الإعلام.