نظم أدبي تبوك ندوة عن الوحدة الوطنية من منظور فكري أكد فيها اللواء الدكتور صالح الزهراني عضو مجلس الشورى على أن مفاهيم الوطنية والقومية في تطبيقاتها الصحيحة لا تتعارض مع الفكرة الإسلامية بل يمكن النظر إلى هذه المفاهيم الثلاثة (الوطنية - القومية - الإسلامية) لكونها ثلاث دوائر متداخلة مركزها الوطنية ولا يمكن أن تكون أي دائرة منفصلة عن الاخري أو منفصلة عنها في المجتمع المسلم، وقال الدكتور الزهراني نحن في المملكة نشعر بأننا سعوديون وفي نفس الوقت نحن عرب ومسلمون ولا يمكن أن نلغي انتماءنا لأي من هذه الدوائر الثلاث، ولكن انتماءنا الأول يجب أن يكون لبلادنا المملكة العربية السعودية، والنظر إليها على أنها مركز تلك الدوائر، كما يجب أن يكون اهتمامنا الأول هو العمل لما فيه خير وأمن واستقرار هذا الوطن، ومن هذا المنظور فان حب الوطن وواجب الدفاع عنه ضد جميع الأخطار الداخلية والخارجية من الأمور الراسخة في تعاليم الإسلام. فيما استشهد في نهاية حديثه ببعض ما ذكره العلماء حول حب الوطن مثل الشيخ القرضاوي وسماحه المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بان الإسلام قد فرض حب الوطن وخدمته وواجب الدفاع عنه ضد جميع الأخطار والتهديدات. فيما تحدث اللواء الدكتور محمد أبو ساق عضو مجلس الشورى عن لمحات من سجل المملكة السياسي والاجتماعي ورصد عددا من المميزات الإستراتيجية للمملكة بدءا من توحيدها على يد الملك المؤسس مشيرا إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي، ووجود الحرمين الشريفين، وما حدث فيها من نهضة متجددة في مجال البنية التحتية عموما، والتعليم والصحة والإسكان، وقال إن العالم من حولنا يشهد كثيرا من الأزمات والتقلبات والأحداث في والوقت الذي يشهد مؤشر التنمية والنهضة في المملكة تصاعدا بما يؤكد عمق التلاحم بين القيادة والمجتمع. من جانبه قال الدكتور عائض الردادي عضو مجلس الشورى إن هذا الظرف الزمني قد كشر فيه دعاة التمزيق والتفكيك عن أنيابهم، فلا بد من موقف حاسم تجاه ذلك، ولا بد من استثارة الحس الوطني في نفوس الشباب بخاصة، فالوحدة الوطنية من الثوابت التي لا خلاف ولا نقاش حولها، أما معالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية فتكون بحوار يؤصل روح المواطنة في النفوس، ويجعل المواطن لا يرى بديلاً من وحدته الوطنية مهما سمع أو شاهد أو قرأ، وذلك بالمشاركة الفعالة في الإعلام الموجه للمملكة بكل وسائله، وبإيجاد إعلام وطني يغرس الوحدة الوطنية بكل وسيلة تؤصلها في نفوس النشء. وأضاف الردادي أنه لابد من زيادة الاهتمام بالبعد الثقافي والتوعوي للطبقات الشعبية والوصول إلي الشباب وألا تكتفي النخب الثقافية والإعلامية بالتحاور فيما بينها من دون شراكة لكل شرائح المواطنين في ثقافة المواطنة عبر وسائل الإعلام التي تعتبر أكبر مؤثر في البيئة الاجتماعية.