شدد د. عائض الردادي على ضرورة زيادة الاهتمام بالبعد الثقافي والتوعوي للطبقات الشعبية والوصول للشباب، وألا تكتفي النخب الثقافية والإعلامية في التحاور فيما بينها دون شراكة مع شرائح المواطنين المختلفة في ثقافة المواطنة عبر وسائل الإعلام. جانب من الندوة (اليوم) وقال الردادي، خلال حديثه عن دور الفضائيات في تفتيت الهويات وتفكيك الوحدات الوطنية في ندوة عقدها النادي الأدبي بمنطقة تبوك مؤخرا: إن بعض الفضائيات الناشئة تسعى لزرع الفرقة الإقليمية أو الفئوية أو القبلية، كما أن فضائيات أخرى تعرض مسلسلات تنبش في الماضي وسحبه على الحاضر لبعث فتنه نائمة. وأوضح أن الفضائيات الشعبية توغل في إثارة النعرات والتفاخر على الوحدة الوطنية، كما أشار إلى أن هناك خطرا مماثلا لها من الفضائيات الإقليمية التي ولدت في توجه عالمي لتفكيك الوحدات الوطنية، مستدلا بالأحداث الأخيرة في المنطقة التي أخرجت بعض القنوات مما كانت تتدثر به من موضوعية وحيادية، وصارت قنوات محرضة وشاحنة للنفوس. حب الأهل والمكان من النزعات الفطرية التي طبع عليها الإنسان، وهي أمور يراعيها الإسلام، وعليه فإن المفهوم الصحيح للقومية لا يجب النظر إليه أنه متعارض مع الإسلاموأكد أن الإعلام الجديد عبر الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، فاقت الإعلام الموجه المسموع والمرئي والمكتوب في الدعوة إلى التفكك. موضحا ضرورة استخدام وسائل التقنية المصورة والرقمية في دراسة الواقع، وفي دراسة التأملات والمستقبل واستثمار الوسائل الإعلام عبر الاستفادة من ايجابياتها ومعالجة سلبياتها. وشارك الردادي في الندوة المعنونة ب»الوحدة الوطنية من منظور فكري» مع كل من اللواء د. صالح الزهراني واللواء د. محمد أبو ساق، وأدارها رئيس النادي الأدبي د. مسعد العطوي.وتحدث اللواء الزهراني عن الوطن والوطنية في نظر الإسلام وعن حب الوطن، كما تطرق إلى كتابات بعض المتشددين المعارضين لفكرة الوطنية من منطلق أنها ليست من الدين وأنها تتناقض مع مفهوم العالمية الإسلامية. موضحا أن تلك الاطروحات أعطت انطباعا خاطئا ومشوشا عن الوطنية وما يترتب عليها من حقوق وواجبات. وقال: إن تلك الأفكار صورت المتدين بأنه غير وطني ولا يهمه أمر الدين. وذكر ان حب الأهل والمكان من النزعات الفطرية التي طبع عليها الإنسان، وهي أمور يراعيها الإسلام، وعليه فإن المفهوم الصحيح للقومية لا يجب النظر إليه أنه متعارض مع الإسلام.من جانبه، تحدث اللواء د. محمد أبو ساق عن لمحات من سجل المملكة السياسي والاجتماعي المشرف. واستعرض عددا من المميزات الإستراتيجية للمملكة منذ توحيدها على يد المؤسس. وتطرق إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة ومصادر قوتها وتميزها بين دول العالم، وإلى مكانة الحرمين الشريفين وشرف خدمتهما. قبل أن يتناول الرؤية السياسية التي ساهمت في تعزيز مكانة المملكة إقليميا وعالميا.كما تحدث عن التحديات الإقليمية والعالمية والمحلية التي واجهتها المملكة واستطاعت اجتيازها وتحقيقها مكاسب مرموقة في الاستقرار والازدهار. وألمح إلى عناصر قوة الدولة الاقتصادية والدبلوماسية والحضارية والعسكرية وقدرتها على التوازن وتحقيق قفزات تنموية حظيت باحترام العالم. واختتم أبو ساق حديثه بقوله: العالم من حولنا يشهد الكثير من الأزمات والتقلبات، في الوقت الذي يشير مؤشر التنمية والنهضة والاستقرار في المملكة تصاعدا يؤكد عمق التلاحم بين القيادة والمجتمع.