هل أصبح العمل داخل أروقة الأندية العربية محفوف بالمخاطر الصحية والمعنوية ويدور داخل كواليسها الكثير من المكر والغدر مثل البحر «داخله مفقود وخارجه مولود»، وذلك قد يكون بسبب الضغوط غير العادية والتي يواجهها المعنيون بأشكال وألوان مختلفة، وانعدام الشفافية وعدم الثقة وهذا في حد ذاته يعد ظاهرة غير صحية مما جعل الغالبية العظمى من الذين لديهم رغبات جامحة في الوصول إلى هذه الكراسي «الساخنة» يفكرون ألف مرة بالعواقب ورغم أن الشهرة والتلميع يستهوي الجميع مع الأخذ بعين الاعتبار لابد من أخذ الحيطة والحذر في هذا الشأن كونهم سوف يكونون أمام «طاحونة» لا ترحم وأغلب المشاكل المفتعلة يمكن السيطرة عليها سواء في نطاق التي تأتي من اللاعبين ولابد النزول إلى عقل وفكر النجوم وفق حدود معينة وعمل خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال والتعامل بعدالة وسواسية في كل شيء وعدم تفضيل نجم على الآخر مهما كان مركزه أو مكانته وإذا لم تكن الأمور واضحة وصريحة سوف ترمي هذه الإرهاصات بظلالها على الآخرين وهذا النهج قد تم القضاء عليه لدى الدول المتقدمة في مجال الألعاب المختلفة حيث لا توجد هناك محسوبية ولا شللية ولا مقالب من الآخرين خاصة للذين يصطادون في الماء العكر وكما يقولون «اللهم اكفيني شر أصدقائي فأعدائي أنا كفيل بهم». وكثير من الأندية العربية قد دمرت تدميرا غير حضاري بسبب تصفية الحسابات وهذا رمى بظلاله على عدم تحقيق الطموح والإنتاج على طريقة كل إدارة تخالف التي قبلها، ولو سار الجميع من حيث انتهى الآخرون لما وصلت الأشياء إلى ما هي عليه، ومن المعلوم بأن هناك خططا وبرامج واستراتيجيات وأولويات وبقدرة قادر تتلاشى هذه الأفكار والمقترحات وتتبخر عندما يغوص أصحاب الشأن في «المعمعة» يجدون بأنهم أمام أمواج ورياح عاتية «تارة تظهر لتختفي وتارة تختفي لتظهر» والذين يملكون مناعات قوية وصدرا رحبا واستعدادا وتهيئة معنوية ونفسية تفلت أعصابهم في منتصف الطريق ويظهر عليهم التوتر والقلق والخوف والهواجس تطاردهم حتى في أحلامهم ويحاولون أن يعملوا خداعا نفسيا من أجل الخوض ومواصلة المشوار لعل وعسى الأمور تتحسن في مقبل الأيام والطامة الكبرى بأن أغلب الذين يتولون المسؤوليات في الأندية العربية لا يعترفون بأخطائهم ولا يتقبلون النصائح والإرشادات ويجعلون الآخرين شماعة مع العلم بأنهم داخل أعماقهم ونفوسهم مقتنعين ولا يظهرون ذلك خوفا من الشماتة من منافسيهم الذين هم مكشوفون أمامهم وهذا كان له آثار سلبية في عدم المحافظة على المستويات الفنية لأنهم انشغلوا بأمور هامشية وتركوا الأشياء المهمة والخروج من هذا المأزق الاستعجال في برنامج الخصخصة بحيث تكون خصخصة بالمعنى والمفهوم الصحيح والمطبق علنيا ونحن نتطلع إلى تطور وازدهار أنديتنا العربية لتكون في المكانة المرموقة في مناخ يسوده المودة والاحترام ورؤية ورسالة واضحة تحمل بين طياتها الطموح ونكون منافسين على مختلف المسابقات القارية وهذا يحتاج على عمل متكامل وعقول وأفكار نيرة حتى نستطيع أن نحقق الحلم الذي يراود الجميع. قطفة: الذي لايراعي العواقب الزمن كفيل به. [email protected]