لم يعد للصبر حدود في قاموس الأندية ولا حتى العاملين في قطاع الرياضة، والذي يظهر على أرض الواقع أن هناك الكثير من الشد النفسي والمعنوي قد أخذ منعطفا غير عادي على المسيرة الرياضية، إضافة إلى أن هناك حساسية أكثر من اللازم داخل أروقة الأندية، وشغلت الأندية الكبيرة والمرموقة بجدل كبير حول بعض الإحصائيات التي صدرت من قبل مكاتب تعمل في هذا المجال حسب العرض والطلب، ودخل الفيفا بقوة حتى يبعد الاجتهادات التي بذلت في هذا الجانب باعتباره المرجع الرسمي، ولكن رغم ذلك فإن الإحصائية التي صدرت منه أخيرا وظهر فيها الاتحاد أولا والنصر ثانيا والهلال ثالثا قوبلت بالرفض التام من بعض الأندية المعنية بهذا الشأن، والواضح بأن موضوع الإحصائيات أوجد نوعا من «الجدل البيزنطي» في الشارع الرياضي، وهذا ألقى بظلاله على الأندية التي انشغلت بهذا الأمر وتناست أولوياتها المطلوبة، ما أدى إلى انعكاس في المستوى الفني وتأثر أوضاعها سلبيا، وكان من المفروض أن تركز على شؤونها وتطوير قدراتها وترك مثل هذه الأشياء للمتخصصين الرسميين، والذي يزيد الأمور تعقيدا أن بعض المدربين دخلوا المعمعة وأدلوا بدلوهم بطريقة غير صحيحة في مجال مهاجمة التحكيم أو الاعتراض على ما يصدر من اللجان من قرارات، واتهامها «بأنها تكيل بمكيالين» كما حدث من مدرب الاتحاد مستر جوزيف، عندما اتهم صراحة بأن الحكام يجاملون أندية العاصمة، وهذا في حد ذاته يعتبر خروجا عن الخط والهدف الذي جاء من أجله وغيره من المدربين، والذين يتأثرون بما يدور داخل أنديتهم ويجعلون الأخطاء شماعة على الآخرين، ويا حبذا لو تقوم كافة الأندية بالتعامل بحزم مع المدربين الأجانب، وأن يركزوا في المجالات الفنية وعدم حشر أنفسهم فيما لا يعنيهم؛ لأن «الساحة» لم تعد تحتمل هذه المشاهدات غير المقبولة. الأهلي في مواجهة قاسية نعيد التاريخ نفسه بأن الأهلي قد تعرض قبل ثلاثة عقود لهزة قوية كادت تحوله إلى الدرجة الأولى، لولا حالة الإنعاش الموفقة التي انتشلت الأهلي من الهاوية. وما أشبه الأمس باليوم، فإن الأهلاويين يعيشون حالة استثنائية من الدهشة والحيرة على أوضاع فريق كرة القدم، وأن ما حصده من النقاط قد لا يمكنه في المستقبل من المنافسة والخروج من عنق الزجاجة إلا عبر محاولة جادة لتحسين وضعه وإعادة الثقة لنجومه. وعلى الإدارة محاولة تسيير الأمور بكل هدوء، وعدم زيادة الضغط المعنوي على اللاعبين حتى لا تكون هناك ردة فعل أكثر من اللازم، والواضح أن مشكلة الأهلي تكمن في عدم استيعاب اللاعبين لخطة المدرب الجديد، وعدم تكيفهم مع بعضهم، بالإضافة إلى كثرة الاستعجال، وهذا ما سبب الربكة. وهناك فرصة مواتية لتصحيح الأوضاع بشرط ضم دماء جديدة في الهجوم، وتحسين وضع الدفاع والوسط، وعمل بعض الغربلة لإيجاد التجانس اللازم بين الأفراد. قطفة: الجبال الشامخة لا تهزها الرياح العاتية!! [email protected]