أذهلت قوات الطوارئ الخاصة بمهاراتها العالية واحترافيتها الأمنية حضور التمرين الميداني السنوي «صولة الحق 4»، الذي شهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، واستعرض أفراد القوة في العرض العسكري الخطط الأمنية الدقيقة للتصدي لهجوم على مركبة تقل سجناء وتخليصهم بواسطة طائرة عمودية وتوفير الحماية الكاملة لهم، كما شمل العرض استعراض لأفضل السبل الأمنية لمواجهة القرصنة البحرية، واستعرض الحضور فرضية ميدانية على مجسم ناقلة نفط تعرضت لجهوم من قبل قراصنة. وتشمل طريقة تخليص الناقلة طريقتين، الأولى عبر طائرتين عموديتين إحداهما تنزل فرقة الاقتحام على ظهر الناقلة، والطائرة الأخرى تحمل قناصة لمواجهة القراصنة، يساندها فرق بحرية وزوارق أمنية سريعة، حيث بينت ما يمتلك رجل قوات الطوارئ الخاصة من قدرات على التعامل مع تطور الجرائم وأساليبها. ونجح أفراد قوات الطوارئ الخاصة خلال العرض العسكري الافتراضي في تحرير حي سكني يتحصن داخله إرهابيون، واستعرضوا سيناريوهات تطهير الحي واقتحامه عبر فرق أرضية ميدانية وجوية عبر الطائرات العمودية. وشمل العرض، الذي استمر خمس ساعات في ضرما 25 كيلو غربي الرياض أمس الأول، ثماني فرضيات شاركت فيها طائرات عمودية ومركبات على درجة عالية من التجهيز والتقنية الحديثة. وبحسب مصادر «عكاظ»، فإنه تم إسناد مهمات إضافية إلى قوات الطوارئ الخاصة تتمثل في تحرير الطائرات عند الاختطاف ومكافحة القرصنة البحرية، وأكد مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني على أن «المملكة بلد إسلامي يطبق شرع الله في كل شؤونه، ولسنا بلد اعتداء أو تدخل حيث نحن نحترم الجيران ونحترم النظم العالمية ولا نحب أن نتدخل في شؤون الغير ولن نسمح لأحد التدخل في شؤوننا». ووصف الأمير محمد بن نايف ب «شبل أسد الأمن»، مضيفا أنه قدم الكثير في سبيل خدمة الأمن، مشيدا بدور قوات الطوارئ الخاصة في مواجهة الفئة الضالة. وأوضح قائد قوات الطوارئ الخاصة العميد ركن خالد الحربي أن التدريب الأمني أحد أهم أركان الإدارة الاستراتيجية التي تنتجها المملكة، إيمانا من أصحاب القرار بأن الجودة والارتقاء بالعمل والأداء الأمني مرتبط ارتباطا وثيقا بالإعداد الجيد والتنفيذ الأجود للخطط والبرامج التدريبية الأمنية التي من شأنها ملاحقة ومقابلة كل التحديات الأمنية المستخدمة. وزاد مؤكدا، أن «الموقف يستلزم التنبؤ بالأحداث المستقبلية قبل حدوثها وقراءتها وفقا لمجريات الماضي والحاضر في ظل متغيرات الحياة المتسارعة في جميع الميادين والجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتقنية والإعلامية المختلفة». وأوضح أن المتغيرات أدت إلى تغيير النمط التقليدي للتدريب الأمني إلى أنماط أكثر تطورا وأعمق تخصصا تمشيا مع خصوصية وحساسية العمل الأمني في كل فروعه المختلفة، حيث إن التحدي والهاجس الذي كان يؤرق رجال الأمن في مختلف دول العالم يتمثل في ديناميكية الجريمة. وانقسم تمرين «صولة الحق 4» إلى تمارين نهارية وليلية، منها اقتحام الطائرات وتخليص رهائن قرصنة بحرية وصد هجوم مسلح على مواقع أمنية، كما تضمن التمرين الرماية عبر الطائرات العمودية على أهداف أرضية واقتحام قرية هيكلية وتطهيرها من المجموعة الإرهابية ومهارات الرماية الفردية لقوات الطوارئ الخاصة. وأظهرت قوات الطوارئ الخاصة تطورها في مواجهة الإرهاب وذلك باستخدامها أفضل الوسائل والتجهيزات لدحر تلك الفئة الضالة، وذلك بتطبيقهم فرضية الرماية عبر الطائرة العمودية لأهداف أرضية، كما قام مجموعة من «الضفادع البشرية: لدى القوات بعرض طريقة تعايش رجل قوات الطوارئ الخاصة مع البيئة خلال الظروف القاسية، وللمرة الأولى يتم التعامل مع تمساح كوجبة غذائية إضافة إلى أكل الثعابين والعقارب السامة وطريقة التخلص من سمها وتناولها، كما تم عرض طريق التخفي من أعين العدو عبر التمويه بالزي المناسب للطبيعة. وفي قفرة جديدة في التمارين العسكرية بينت فرقة في قوات الطوارئ الخاصة قدرتها على التحمل وفي الظروف الصعبة وذلك بتمرير لهب النيران على أجسادهم وإخمادها بالقبض عليها وابتلاعها، إضافة إلى هرولتهم على كمية من الزجاج المهشم وطرق تعاملهم وتحملهم ذلك. وشاهد مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية التمارين الليلية الممثلة في صد هجوم مسلح على مواقع أمنية، وفرصة اقتحام طائرات وتخليص الرهائن من الإرهابيين، وبين العرض تعامل رجل الأمن في التفاوض مع الخاطفين للوصول لحل لمنع تعرض الرهائن لأي أذى إضافة إلى سرعة وإتقان عملهم في اقتحام الطائرة وتخليص من فيها. يذكر أن تمرين «صولة الحق 4» الخاص بقوات الطوارئ الخاصة يعتبر الرابع، حيث نظم التمرين الأول في مكةالمكرمة، والثاني في عسير فيما كان الثالث والرابع في مدينة الرياض، ووضعت قوات الطوارئ الخاصة عبارة مختصرة لمسماهم وهي «SEF».