«من كانت له صولة، فنحن لنا صولة حق»، عبارة ابتدأ بها منسوبو قوات الطوارئ الخاصة في الرياض، فعاليات التمرين الميداني «صولة الحق 4» في محافظة ضرماء (60 كلم غرب الرياض)، برعاية مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف وشملت التمارين الميدانية عرض 10 مهارات، منها اقتحام طائرة وسفينة وتخليص الرهائن منهما، وإحباط محاولة تخليص سجين أثناء نقله إلى المحكمة. ونفذت فرق من قوة الطوارئ الخاصة، عروض الرماية التكتيكية على مختلف الأسلحة الوظيفية والشخصية. واستعرض عدد من أفراد «الطوارئ» التدريبات التي تلقوها، وكيف أصبحت لديهم قدرة عالية على التعايش والتكيف مع مختلف البيئات، مثل ندرة الطعام والشراب والتعامل مع الثعابين السامة والعقارب، تحسباً لما قد يواجهونه من ظروف صعبة أثناء تنفيذهم للمهام الموكلة إليهم. وقدم عدد من أفراد الطوارئ عرضاً لقدرتهم على تحمل درجات حرارة عالية نتيجة للنار، فيما أدى أحدهم تجربة الهرولة على الزجاج، واستعرض آخر قوة التحمل في تكسير زملائه طوباً من الأسمنت على صدره. ونفذ رجال «الطوارئ» فرضية نقل سجين إلى مقر المحاكمة، وتعرض الفرقة إلى إطلاق نار من إرهابيين يحاولون تخليص زميلهم المطلوب، وتمت مواجهتهم بالمثل من جهة، وحماية السجين من جهة أخرى، واستدعى الأمر نقل السجين على الفور بطائرة الإخلاء الطبي. وطبقت «الطوارئ الخاصة» فرضية اقتحام سفينة وتخليص رهائنها، بعد تعرضها لاختطاف من قراصنة طالبوا بفدية في مقابل تحرير السفينة، إذا جرى إشغال القراصنة بطائرة عمودية، فيما أنزلت طائرة أخرى مجموعة من الأفراد بواسطة حبل على سطح السفينة نجحوا في تخليص الرهائن. واستعرضت قوات «الطوارئ» الخاصة، فرضية محاولة اقتحام مبنى سكني فيه مجموعة من الإرهابيين، إذ تمت مواجهتهم بالرماية من الطائرة بسلاح رشاش عيار 50 ملم، واقتحام المبنى بالمدرعات، وقتلهم جميعاً عدا شخص يحمل حزاماً ناسفاً، جرى التخاطب معه عبر مكبرات الصوت ليسلم نفسه، إلا أنه رفض وفجّر نفسه. وأدت قوات الطوارئ فرضية اقتحام طائرة اختطفها مسلحون (قام بصنع المجسم 14 من الضباط والأفراد)، إذ تبلغت القيادة الجوية من كابتن الطائرة المختطفة عن وجود عناصر مسلحة هددوا أحد الملاحين بالقتل، وعلى الفور جرى إعداد خطة عسكرية لموقع الطائرة في المدرج، ووصل عناصر الأمن إلى مكان الطائرة بسيارة التموين التابعة لشركة الطيران، من أجل التمويه عليهم، وجرى اقتحامها بالسلالم من جهة، وإشغال المختطفين بواسطة عمليات تفجير قرب الطائرة وقنابل دخان. وذكر مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني، في كلمة ارتجالية، أن من سياسة المملكة عدم التدخل في شؤون الغير، وكذلك عدم السماح لكائن من كان بالتدخل في شؤونها الداخلية. من جهته، أكد قائد قوات الطوارئ الخاصة العميد ركن خالد الحربي، أن «الطوارئ» تستخدم أنماطاً أكثر تطوراً وأعمق تخصصاً للتدريب الأمني. وقال خلال فعاليات التمرين الميداني «صولة الحق 4»: «الموقف يستلزم التنبؤ بالأحداث المستقبلية قبل حدوثها وقراءتها وفقاً لمجريات الماضي والحاضر في ظل متغيرات الحياة المتسارعة في جميع الميادين والجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتقنية والإعلامية المختلفة، وبدأنا ترجمة هذه المواقف، وتحويلها إلى واقع ملموس، ما أدى إلى تغيّر النمط التقليدي للتدريب الأمني إلى أنماط أكثر تطوراً وأعمق تخصصاً، وفقاً لخصوصية وحساسية العمل الأمني في كل فروعه المختلفة». وأشار إلى أن ضربات رجال الأمن السعوديين الاستباقية للجريمة باتت مضرب مثل في كل دول العالم، وتجربة رائدة بكل المقاييس.