بين مفارقتين واكبتا مطلع هذا الأسبوع تأملت من أطنب في الحديث ببجاحة عن الحدث البحريني (الخليجي) الجلل على منصة لبنانية، ويؤسفني أن صوره يرفعها المغرر بهم في خليجنا (العربي العريق) في بعض الحسينيات، وكان حديثه الممل عشية خروج زهاء عشرين ألف متظاهر من أطياف المجتمع اللبناني لتقول (لا للطائفية) وهي خطوة مهمة ورائعة نؤيدها ولكني أخشى أن مناهضة الطائفية وتقبيحها حلال على الأشقاء العرب حرام على الخليجيين..!! المفارقة الثانية وردت على لسان بعض المثقفين المصريين ومن وقفنا معهم بالحب والدعاء يوم انتصارهم على الفساد لإنقاذ وطن كلنا كابدنا حجم الفساد فيه وليس المواطن المصري فقط، ويرددون اليوم أن ما يحدث في البحرين والخليج يجب دعمه على أنه ثورة في حين اشتعلت نار الفتنة والطائفية في الخليج بسبب فئة ضالة باغية، وعندما يتم الاعتداء من طرف مسلم على طرف قبطي أو العكس في مصر تسمى فتنة طائفية منتنة وفي الخليج تعتبر ثورة..! قولوا خيرا يطفئ جحيم الفتنة أو اصمتوا، لا يستحق الخليج (العربي) ما يحاك له وهو حاضنة كبرى للقوى العاملة الأجنبية والعربية، والسعودية لوحدها من أكبر الدول المانحة وباعتراف الجميع، والخليج ودوله من أول المبادرين في الدعم للعالمين العربي والإسلامي، والتحويلات المالية المتدفقة يوميا من دول مجلس التعاون ترد على كل محاولات حجب الشمس بغربال. نأمل عودة الذاكرة المثقوبة لمن سحرتهم عمليات مونتاج وفك وتركيب مقاطع وصور الموتى رحمهم الله وجبر مصابنا ومصاب أمهاتهم وذويهم واحترامهم وإكرامهم والكف عن استغلال صورهم في تأجيج الفتنة. هي رسالة لمن تناسوا نفط الخليج ومحاولات استهدافه وتهديد أمنه واستقراره وهم يعلمون أن (مقدسات المسلمين ومقومات المنطقة الثرية.. مستهدفة من إيران وغيرها). لا أتذكر يوما واحدا في الإعلام وبين النشطاء ومؤسسات المجتمع المدني في دول مجلس التعاون الخليجي خلا من كشف ومحاسبة ومحاكمة وفضح الفساد والمطالبة بمحاسبة المفسد والتذكير بالحقوق والاستحقاقات، ولا توجد أرض خالية من البيروقراطية بنسب متباينة ولا سماء لا يوجد تحتها بشر أدمغتهم حافلة بالغباء الإداري أو الإنساني، ولا يمكن أن يجد الإنسان أرضا بلا جرائم. «الخليج يريد وأد الفتنة» بتكريس الوحدة الوطنية واضطلاع عقلاء الطرفين في تبني أدوار وطنية بدلا من الانتحاب على الفضائيات، مع أهمية أن تحاسب الحكومة البحرينية كل من سولت له نفسه تهديد أمن البحرين والخليج (العربي) وإحقاق الحق والانتصاف من كل معتد جبان (كائنا من كان) استغل حالة الفوضى في البلاد لتصفية حساباته وممارسة جرائمة ومن كافة الأطراف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة