صديقي .. أرسلت لي مدرسة طفلي يوم الثلاثاء تقول: «ولي الأمر الكريم، غدا إجازة رسمية، وتستكمل الاختبارات يوم السبت بالجدول العادي، أي الرياضيات، وانتظروا لقاء أولياء الأمور الثلاثاء 29 مارس». وكانت مدرسته قد أرسلت قبل هذه الرسالة، تقول أيضا: «المكرم ولي الأمر، بناء على تعليمات وزارة التربية والتعليم، والأرصاد.. الرجاء التكرم بإرسال من يأخذ ابنكم إلى البيت فورا». طفلي كان فرحا بالرسالة الأولى، وازداد فرحه بالرسالة الثانية التي تؤكد أن يوم الأمس «الأربعاء» إجازة، لا ألومه على فرحه هذا، فالطلاب يفرحون بالإجازات، كما كنا نفرح نحن حين كنا طلابا، وكنا لا نعرف مصلحتنا، لهذا لم أقمع فرح طفلي، فهو ما زال مراهقا، ويفكر بنفس الطريقة التي كنا نفكر بها إذ كنا مراهقين، ونكره المدرسة، لأن لا أحد حاول أن يجعلنا نحبها، لا آباؤنا ولا وزارة التعليم ولا هم المدرسون جعلونا نفتقدهم، لأنهم كانوا / مازالوا أشبه بالضباط الذين يضطهدون الجنود بمقولة «نفذ ثم اعترض» ، مع أن الجندي إن لم يمت يمكن له أن يعترض، فيما الطالب لا يستطيع حتى لا يصنف بأنه سيئ. كذلك لا ألوم فرح المدرسين بهذه الإجازة التي يمكن لها أن تساعدهم أن يربطوها مع الخميس والجمعة، فيسافر المدرس العازب للخارج بحثا عن الحياة، ويمكن لمن يسكن في مدينة وأسرته في مدينة أخرى أن يتمتع بيوم إضافي بأكل نظيف في البيت، ولا يصبح عرضة للمطاعم التي استطاعت أن تحل مشكلتها مع «حماية المستهلك»، فسمح للمطاعم أن تفعل ما تشاء بالمدرسين.. بالمواطن. أيضا لا ألوم فرح شركات المقاولات التي أوكل لها بناء البنية التحتية لجدة، واستولت على قيمة العقد دون أن يراقب عملها أحد، فالإجازة بالنسبة لها أن يبقى سكان جدة في بيوتهم، فلا يعرفوا ما الذي حدث في طرقات وأنفاق ومجاري جدة. بل إنني لا أنكر أني بيني وبيني أغبطهم، وأتمنى لو أني رجل أعمال لديه شركة مقاولات، أو مسؤول عن البنية التحتية في جدة، أفعل ما أريد، دون أن يحاسبني أحد. صديقي .. لماذا يفعل المقاولون كل هذا بجدة؟ ألأن أحدا لن يحاسبهم، أم لأنهم لا يحبون جمال عروس البحر، لهذا يحاولون تشويهها؟ التوقيع: صديقك الجداوي S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة