صديقي .. وبما أنك تحدثت أمس عن الطفولة، يمكن لي أن أعترف بما فعلته بطفلي الذي وإلى الآن لا أملك الشجاعة لأعترف له بخطئي في حقه وأعتذر منه. قبل سنوات طويلة كنت أدرس بالخارج، وكانت أسرتي المكونة من زوجتي وطفلي معي، وكنت قد أدخلت طفلي للروضة هناك خلف المحيط. بعد أسابيع طلبت المشرفة أن تزورنا في بيتنا لترى كيف يقضي طفلي يومه، وأن هذه عادة لدى المدرسة مع كل طلابها، ولم يكن هذا دقيقا، لأنهم يفعلون هذا مع الأطفال الذين يشكون أنهم يلقون معاملة عنيفة في البيت، هذا ما قالته لي فيما بعد المشرفة. قبل أن تودعنا المشرفة طلبت أن أزورها في المدرسة للتحدث عن طفلي، فذهبت لها في اليوم التالي، وأخبرتني عن أسباب زيارتها لنا في البيت؛ لأنهم لاحظوا نزعة عدوانية لدى طفلي، وأن الأطفال يصبحون عدوانيين بسبب اضطهادهم ممن هم أكبر منهم أو في المنزل. حين سألتها كيف اكتشفت أن طفلي عدواني، أخبرتني أن طفلي قتل «سحلية وزغ» في الحديقة دون سبب، وأن هذا نوع من أنواع العدوانية لدى الأطفال، وأن علينا أن نتساعد المدرسة والبيت لتخليص الطفل من هذه العدوانية طالما هي في بدايتها، لأنها إن استمرت معه ستصبح عدوانيته وهو مراهق أعنف . لم أخبر المشرفة أن طفلي ليس عدوانيا، وأن كل ما في الأمر أنني أنا وجده المسؤولان عن هذا الأمر، فنحن من علمناه أن يقتل «الوزغ»، صحيح أني اختلف مع والدي في طريقة القتل، وألا يقتل طفلي «الوزغ» بيده بل «بالنعلة». أرأيت يا صديقي ما الذي فعلته بطفلي، كنت أدفعه للعدوانية بيدي، مع أنني كنت قادرا على تعليمه أمورا كثيرة يكسب منها حسنات، وأن فعل الخير أفضل ومساعدة الناس تكسب حسنات أكثر، وأن مساعدة الفقراء تدخل الجنة. لست أدري لماذا نعلم أطفالنا أمورا كان يمكن لنا أن نؤجلها إلى أن يكبروا؟. ولماذا لم نسألهم ولا مرة ما رأيكم بما نقوله؟. ترى هل لأن لا أحد كان يسألنا ونحن أطفال عن رأينا، لهذا نريد أطفالنا مثلنا لا يفكرون؟. التوقيع: صديقك [email protected] S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة