كشف ل «عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين في المنامة عبدالمحسن بن فهد المارك عن ميزانية مفتوحة للسفارة لتقديم كل العون والمساعدة للرعايا السعوديين، من تأمين وسائل لنقلهم إلى المملكة، أو إسكانهم في فنادق المنامة على ضوء الأحداث الأمنية المؤسفة جراء الانفلات الأمني وتفاقم حالة الشغب في الشارع البحريني. ولفت المارك أن السفارة أجلت كل الطالبات والطلاب الدارسين في البحرين، وعددهم ثلاثة آلاف منذ ارتفاع وتيرة الأحداث إلى المملكة، فضلا عن إجلاء ما نسبته 60 في المائة من المقيمين السعوديين في أرجاء البحرين، وعددهم خمسة آلاف، مبينا انخفاض عدد السياح السعوديين القادمين للبحرين. واعتبر السفير المارك ما يتردد عن أن القوات السعودية المشاركة في إطار قوة درع الجزيرة قدمت للبحرين بهدف سحق المتظاهرين والمحتجين، أنها إدعاءات لمحطات معادية، وأن هذه الادعاءات لن تتوقف. وقال: «من الطبيعي أن تتواجد قوة درع الجزيرة في البحرين؛ لأنها دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي، كما أن الدول الغربية أيدت تواجد القوة في مملكة البحرين»، فإلى ثنايا الحوار: • هناك ادعاءات بأن القوات السعودية المشاركة في إطار قوة درع الجزيرة، قدمت للبحرين بهدف سحق المتظاهرين والمحتجين في الشارع؟ هناك ادعاءات لمحطات معادية تؤلف أشياء من السابق وستستمر على هذا النسق، ولكن وسائلنا الإعلامية عملت على دحض تلك المزاعم والرد عليها. والذي أعرفه أن الدول الغربية أيدت مجلس التعاون الخليجي في تواجد قوة درع الجزيرة؛ لأن أي دولة من دول المجلس تتعرض لأي طارئ، فمن الطبيعي أن ذلك يسري على الدول الأخرى، كما الجسد الواحد. • وكيف هي أوضاع الرعايا السعوديين في مملكة البحرين جراء الأحداث المؤسفة التي تعيشها البلاد؟ السفارة السعودية كانت أول سفارة تباشر مهماتها، وتحركت اعتبارا من الأحد الماضي، أي منذ توتر الوضع بشكل كبير؛ وذلك بدعم غير محدود من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني ووزير الخارجية وأمير المنطقة الشرقية، إذ تم تأمين الحافلات التي أقلت مواطنينا، كما أن إدارة جسر الملك فهد، وبتعليمات من إمارة المنطقة الشرقية، قدمت جميع التسهيلات لنقل الطالبات على وجه التحديد؛ لأن أهاليهن كانوا قلقين من خطورة الوضع. • هل أجليتم كامل الرعايا السعوديين في البحرين إلى المملكة؟ الرعايا السعوديون ينقسمون إلى ثلاث فئات: الطلاب، السياح، والمقيمون بصورة دائمة؛ أما فيما يتعلق بالطلاب، فقد اتصلنا بهم عبر عناوينهم البريدية الإلكترونية. وهؤلاء جميعا، وعددهم ثلاثة آلاف طالبة وطالب، يدرسون في ثلاث جامعات تم نقلهم جميعا إلى المملكة. وبالنسبة للسياح، انخفض عددهم بشكل لافت لطبيعة الأحداث التي تشهدها البحرين. وهناك خمسة آلاف مقيم أبلغناهم هاتفيا دون استخدام وسائل الإعلام حتى لا يثار جدل آخر؛ وفي حالة رغبتهم البقاء في البحرين، فمن الأفضل الابتعاد عن مناطق الخطر، والبقاء في منازلهم، وأعتقد أن نسبة 60 في المائة من المقيمين غادروا البحرين. • وهل أنتم مطمئنون على سلامة من تبقى من المواطنين السعوديين في البحرين؟ المملكة من أكثر دول العالم حرصا على رعاية مواطنيها وسلامتهم، وهناك تعليمات ودعم كبير لسفارات خادم الحرمين الشريفين في الخارج، وأؤكد لكم أننا وجدنا ميزانية مفتوحة للسفارة السعودية بالكامل من أجل تقديم جميع وسائل النقل المختلفة والفنادق لتقديم ما يلزم لكل مواطن ومواطنة، بل إن الأمر تجاوز ذلك إذ تولت السفارة نقل طالبات وطلاب ومواطنين من دول خليجية وعربية وصديقة يقيمون في البحرين إلى المملكة، ومن ثم يسافرون إلى بلدانهم. • وكيف قوبلت هذه المبادرة الإنسانية التي تعكس موقف المملكة من الأشقاء والأصدقاء؟ المملكة عندما نقلت رعاياها من البحرين، لم تكن لديها نظرة ضيقة وأنانية وأي مواطن غير سعودي لجأ للسفارة تم نقله إلى المملكة بواسطة حافلات عبر جسر الملك فهد، والسفارة تعمل على مدار الساعة ودون توقف لتحقيق تلك الأهداف السامية في الظروف الصعبة التي تعيشها مملكة البحرين. • هل نستطيع القول إن السفارة وموظفيها بمنأى عن أية اعتداءات على ضوء الظروف التي تشهدها البحرين؟ البحرين مرت بظروف صعبة، وشهدت حالة انفلات أمني وشغب، وسبق أن نبهنا المواطنين بأخذ الحيطة والحذر في مثل هذه الظروف. وأما بالنسبة للسفارة فقد واجهت المظاهرات مرتين خلال فترة ال 35 يوما، ولكن السلطات الأمنية البحرينية قدمت كل وسائل الحماية والدفاع.