ليس لأن بيننا وبينهم روابط القربى والجيرة وفقط، ولا لأنها من دول المجلس، الإحساس والألم أبعد وأعمق من ما يمكن سرده بكثير، ولا تسمح المساحة بتفصيله، البارحة الأولى كان هناك من يحاول إحراق قلوب البحرينيات والبحرينيين ومعها قلوبنا على مساحة وادعة من أكثر مساحات الأرض هدوءا ورقة وهي المنطقة الأقرب من فرط رهافتها إلى العذوبة. متأكدة أن هذه المملكة الصغيرة في الحجم الكبيرة في قلوب الخليجيين لن تترك بدون احتواء واحتضان يوفيها حقها ويوفي شعبها الكريم حقهم في الأمن الوطني والاجتماعي، ومصابهم مصابنا نتشارك معهم أيام الشدة والرخاء كما عرفنا تلك الشوارع والطرقات والمساحات واحتضنت حالات ضجرنا وبحثنا عن تبديد الملل وأحيانا الألم. هناك تركنا لحظاتنا التي ربما تكون اللحظات الأجمل والأعذب طوال العام مع أسرنا وأحبائنا .. تركنا ذكرياتنا الثمينة .. والأثمن هنا أن يعود للبحرين أمنها واستقرارها وأن تلجم الشرذمة التي شلت الحياة وألحقت الأضرار البليغة بأقوات الناس ومصادر رزقهم وحرمت البحرين من أهم روافدها الاقتصادية، السياحة والتبادل البيني في الحركة اليومية التي كان أبناء السعودية وما يزالون أحد أهم روادها للتعليم والتسوق وزيارة الأهل والاستجمام والتبادل الثقافي.. وغيره. أكثر ما كان مخزيا وصادما في تجربة البارحة الأولى تعامل المستشفى وفق تمييز مذهبي وخيانة القسم الطبي والتفريق بين المصابين، ومن عرف البحرين وأهلها لا يصدق هذا الاختراق المفزع. البحرين .. هذه الخفقة تئن في قلوبنا..! وننتظر بفارغ الأمل والتفاءل أن تمر الأزمة ويعود السلام، ونتمنى أن تعي بعض (الفئات) من شعوب الخليج أن استلهام واستدعاء ثورات الشعوب الأخرى لا تحمل حلولا مجدية وتنتهي إلى انهيار الأوطان، والبون شاسع بين دولة أو حكومة تسير بخطى متثاقلة على دروب الإصلاح في ظل منظومة أمنية واجتماعية ودولة مؤسسات وبين فوضى عارمة وتدخل أطراف خارجية تنتهي إلى تدمير (وطن). رهانات اليوم على المواطن الخليجي وروح مواطنته أكثر من أي عامل آخر من عوامل التأزيم أو الانفتاح على كافة الأطياف، والنجاح في احتواء وتطويق الأزمات يبدأ منه ومن وعيه بخطورة ما يحاك من حوله وسوف يمسه بشكل مباشر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة