أودع شهر مارس مع اعتذر للقراء عن ضيق المساحة والوقت لتناول المداخلات التي لم يتسن الرد عليها.. يوم 15 مارس، أي بعد جمعة الوفاء 11 مارس بأيام، كتبت مقالة «البحرين: خفقة تئن في قلوبنا»، ومن ردود القراء ورد تعليق على المقالة يطرح القارئ الكريم استشكالا مهما من خلاله، وهو: ما الفائدة التي تجنيها الكاتبة من تخويفنا بأننا فريسة لمؤامرة تحاك، هل لنبقى دائما في قاع العالم؟؟. شعرت بغرابة السؤال وعدت لفحص المقالة، كانت خلاصتها: أننا نتمنى أن تعي بعض (الفئات) من شعوب الخليج أن استلهام ثورات الشعوب الأخرى لا تحمل حلولا مجدية وتنتهي إلى تهديد أمن الأوطان، والبون شاسع بين دولة تتحدى البيروقراطية وتسير على دروب الإصلاح في ظل منظومة أمنية واجتماعية ودولة مؤسسات، وبين فوضى عارمة وتدخل أطراف خارجية تنتهي إلى تدمير (الوطن ومقدراته). رهانات اليوم على المواطن الخليجي وروح مواطنته، والنجاح في احتواء وتطويق الأزمات يبدأ منه ومن وعيه بخطورة ما يحاك من حوله، وسوف يمسه بشكل مباشر! هذه خلاصة ما ورد في المقالة. مع إيماني الكامل بأن المظاهرات لا تحقق نسب نمو في الأوطان، وهي مجرد أدوات تعبير شخصيا لا أراها مجدية في القضايا التي أتبناها، بالتالي لا أنادي بها مع احترامي لمن يؤمنون بها وبفكرتها، وأقف ضدها تماما بشكلها المخترق وبعد اختطافها من فئات تجهز على البسطاء وتختطف حتى أحلامهم. بشكل عام وعلى مستوى العالم، ما هو الحل؟! هل نقول لمن يرون طريق نيل حقوقهم يبدأ بالمظاهرات: تحملوا الفساد واجلسوا في منازلكم، إجابتي: لا.. لكننا (سنحترم) من لا يجد المظاهرات تضيف إليه وإلى قضيته، ونقدر موقف من يقول (لا.. للمظاهرات)، فقد مارس حقه في التعبير وعلينا احترامه. يوجد بيننا من تعجبه تجارب الآخرين رغم جحيمها، إن كان القارئ الكريم لا يرى من وطنه إلا القاع ولن يرى وطنه عاليا إلا بدخولنا في فوضى عارمة ومظاهرات تنتهي إلى احتمالات إزهاق الأرواح والتدمير والإخلال بالأمن الاقتصادي والاجتماعي، وإن كنت غير مهتم بممتلكاتك وليس لديك ما تخسره وتود التضحية به، غيرك يرى حياته وممتلكاته تستحق المحافظة عليها، ويعتبر الأمن الاجتماعي لا يقدر بثمن، والأمن الوطني في قمة الاهتمامات وفوق كل اعتبار. اللافت وهو أحد أهم المؤشرات أن الناس رفضوا الخروج يوم 11 مارس، وسجلوا موقفا وطنيا بالإجماع، وبعد إعلان مزيد من الأوامر التنموية اكتظت الطرقات بهم يحتفلون ويشعلون ليالي المدن سهرا وفرحا، فهل هذا يعني أنهم اختاروا القاع؟!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة