لم يشرب السعوديون كؤوس «المر» بعد أن أعدها لهم المحرضون على التظاهر لأن السعودي.. لا يسكره الحرام في الشارع العام! علنا! ولا تأخذه غفلته إلى طريق الغواية والانحراف عن الجادة أمام الملأ فلو فعلها واحد منهم قام عليه الأغلبية وردوه عن غيه وتلويثه للشارع العام المحصن ضد الانحرافات! السعوديون على بساطتهم وطيبتهم أقوياء في رفض الإغراء، ومقاومة الانحراف، ولا يستطيع المروجون جرهم إلى هذه الهاوية في المكان العام مهما فعلوا، فقد نما السعودي وترعرع على الشارع النظيف من الموبقات والمحرمات واستمر ويستمر يدافع عن نظافته وتاريخه الناصع، لا تذهب عقله دعوات التحريض ولا صنوف الإغراء حتى لو «تصاقعت» كؤوس للمحرضين.. أو زادت دعواتهم بالوعود الزائفة يبشرون بولائم تراق على جوانبها أنهار العسل المصفى! فلا خير في دعوة وراءها تخريب! ولا أمل في نخوة حقيقتها ابتزاز! ولا قيمة في حركة أصلها اغتراب.. وانتفاخ! تريد يباس الوطن.. وسقوط رايته المجلجلة بلا إله إلا الله محمد رسول الله! هذا هو السعودي لمن لا يعرفه.. عفة نفسه سلاحه، وقوة إيمانه حصنه، وصلابة إرادته درعه! يسمع ولا يذعن! يصمت ولا يغفل! يصبر ولا يستسلم! يريد ولا يضعف! ويرى بأم عينه الأخطاء والتجاوزات فلا يضاعفها بالاستقواء على النظام! بل يستقوي النظام عليها بقوة الانتماء إليه والاعتماد عليه بعد الله.. يقينا منه أن يد الله فوق أيديهم، وأن القوة مع الجماعة، ولا مكان لفاسد أو لئيم أو حاسد أو خوان! ونحن فخورون أننا من هؤلاء الناس الطيبين الذين لا يريدون شرا لأحد، ولا يسمحون للأشرار أن يطأوا بأقدامهم موطنهم أو يمروا بينهم حتى ولو على أطراف أصابعهم! نحن فخورون أننا من هؤلاء الناس الصامدين الذين لا يميلون إلى تحويل (الاحتقان).. (هيجان)! ولا يحبون المضي في العصيان! ولا يطيعون في الوطن لومة لائم! بل سدد وقارب خذ وهات! واصبر فالصبر مفتاح الفرج والنصر لنا ما دمنا مع الله «جماعة» لا فرق الله شملنا! ولا ضيع الله صبرنا!! وغدا لنا جميعا لا فرق بين فئة وفئة.. أو طائفة وطائفة.. كلنا سعوديون اليوم وغدا وكل يوم.. وكلما كنا معا وحدة لا تفترق ولا تشق عصا الطاعة كان الخير في نواصينا والمجد لنا! هؤلاء هم السعوديون لمن لا يعرفهم! لا يشربون من كأس تكرع فيها غيرهم وتقيأوا فيها وطنيتهم! إنما يقفون متميزين في أغلبية تقاوم الإحباط والخوف والفقر وحتى المرض بالوطنية وحب الوطن في الله وليس لمغنم أو مأرب أو مكسب إنما هي «حقوق» لا تعطى هبات تأتي بقوة الانتماء والطاعة وليس بقوة الصوت أو الصراخ! وما نحن فيه من «نعمة» إنما هي نعمة الحب! فالحب إذا جمع بين القمة والقاعدة لا يثمر كراهية ولا طغيانا ولا جحودا ولا نكرانا! كل طرف يعرف منزلة الآخر عنده فنتعايش بالحب! ونتحاور بحب! ونطالب بحب! إن الحب لا يثمر غير الحب ولا يتساقط من أغصانه غير الثمار الناضجة، فهنيئا يا وطن بهؤلاء الناس المحبين الصادقين! وما أقدم عليه سمو النائب الثاني وزير الداخلية حين رفع صوته عاليا بشكر المواطن السعودي يكشف عن أخلاقيات القيادة التي لا ترى أن «المواطن» إذا قام بواجبه فلا شكر على واجب! إنما تراه جديرا بالشكر لأن بالشكر تدوم النعم! هذه حقيقة الرابطة السعودية تبادل المشاعر وليس فقط تبادل المنافع! لذا لا يتظاهر السعوديون ضد حكامهم بل يعانقونهم.. وموتوا غيظا.. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة