أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه داعياً الى الاهتمام بالنصيحة والابتعاد عن فرضها وعرضها بالعلن لكي تقبل من ناصحها. وقال في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام “ إن النصح لأخيك محبه فتنصح أخاك وتقبل نصيحتك وتحب الناصحين والنصيحة هي معيار الحب الصادق وعنوان الاخوة الخالصة فالنصيحة كلمة جامعة وغايتها إرادة خير لمنصوح وتحصيله له وإرشاده إليه وتنبيهه إلى اجتناب العيوب والتحذير من الانحراف بالقول والعمل والمعاملة”. وأضاف “ إن محمد ابن نصر رحمه الله يقول في تعبير جميل عن النصحيه إنها عناية القلب للمنصوح له كائنا من كان وتفقد نفسه وإصلاحها”. وأشار إلى أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حصر الدين كله في النصيحة وكرر ذلك ثلاث فقال ( الدين النصيحه الدين النصيحه الدين النصحيه قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمه المسلمين وعامتهم ). وقال الشيخ بن حميد “ إن النصيحة لا يستغنى عنها أي إنسان كائنا من كان ومهما كانت منزلته من الحاكم والعالم والمعلم ورب الاسرة والغني والفقير والذكر والانثى والقريب والبعيد في كل زمان وفي كل مكان ، والنصيحة والتناصح من أعظم الحقوق بين المسلمين. وأضاف إن أبا الدرداء رضي الله عنه يقول إن شئتم لأنصحنا لكم إن أحب عباد الله الى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله ويسعون في الأرض بالنصيحة. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن المسلم أخو المسلم يستر عورته ويغفر زلته ويرحم عبرته ويقيل عثرته ويقبل معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويرعى ذمته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافى صلته ويستر نعمته ويقضي حاجته ويشفع مسألته ويرد ضالته لا يسلمه ولا يخذله ويحب له ما يحب لنفسه ويحزن لحزنه ويفرح لفرحه وإن ضره ذلك في دنياه كرخص الاسعار إن كان صاحب تجارة. وبين أن المسلم يحب صلاح إخوانه وألفتهم ودوام النعم عليهم ونصرهم ودفع المكروه عنهم وإرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم عن الحق في قول أو عمل بالتلطف ورد الاهواء المضلة بالادلة ورد الاقوال الضعيفة من زلات العلماء في متابعات ومراجعات لا تنتهي حباً ونصحاً وشفقة موضحا فضيلته أن من أهم النصح النصح لأئمه المسلمين بحب صلاحم ورشدهم وعدلهم واجتماع الأمة عليهم وكراهية افتراق الأمة عليهم ومقاومة ذلك ودفعه والتذيل بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل. وشرح الشيخ ابن حميد أن أهل العلم ذكروا جملة من الآداب ينبغي رعايتها حين القيام بحق النصيحة والتناصح من الاخلاص في إرادة الخير للمنصوح والحرص على ذلك والجد فيه والتخلي عن الهوى وحضوض النفس والصبر على ما قد يصدر من المنصوح من جفوة أو غلضة أو تصرف منفر وليسلك في النصيحة مسلك الرفق واللين وحسن تخير الألفاظ وأرفقها وألطفها وأفضل الأوقات وأنسب الأحوال والأصل في النصيحة أن تكون سراً. فقد قال الإمام الشافعي من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه ومن وعضه علانية فقد نصحه وشانه والمؤمن يستر وينصح والمنافق يفتك ويفضح. ويقول ابن حزام إذا نصحت فأنصح سراً لا جهراً وبتعريض لا بتصريح إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك فلا بد من التصريح. وأكد الشيخ بن حميد أنه ينبغي أن يقترن بالنصيحة إحسان الظن والتماس العذر وأن النصيحة سبب لنشر الأخوة وزيادة الألفة وصفاء القلوب والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله ويدخل في كل مافيه سعادتهم. وقال “ لا خير في قوم لا يتناصحون ولا خير في قوم لا يقبلون النصيحة ولا خير في قوم لا يحبون الناصحين مشيرا إلى أن النصيحة قيام بالمسؤلية وإعذار من الله عز وجل وأن من النصيحة للرعية والنصح بالمسؤلية ما تجلى في موقف ولي أمر هذه البلاد حفظه الله وهو يمارس مسؤليته نحو شعبه وبلاده وكل من تحتضنهم هذه الارض الطيبة من مواطنين ومقيمين مستشعرا عظمة واجبه الديني والوطني والانساني فلا تأخذه في الله والحق لومة لائم سعيا في إبراء الذمة ورعاية للحقوق في منهجية جلية تلزم كل مسئول أن يضعها نصب عينيه اذ طلع حفظه الله بكل مهامه القياده في ديانه راسخه وجمع بين المصداقيه والحزم والرحمه والعدل والحكمة وسداد الرأي فرفع لواء المسائلة على كل مقصر في مكاشفة ومصارحة ومحاسبة فأشعر كل مسئول بالدولة بالامانة الكبيرة التي يحملها فلا تهاون في المحاسبة. مؤكدا حفظه الله وسدده أن للمسئوليات تبعات يجب أخذها بالحسبان وليس أحد فوق المسءئلة كائنا من كان. وقال “ إننا نحسب ذلك من النصح الصادق الذي عزز ثقة المواطن والمقيم في ولي الامر وحسن رعايته حفظه الله فلقد كان يستقطن القلب المؤمن والضمير المخلص كما يستشعر انين المكلومين ويلبي استغاثة المنكوبين. وأضاف “ إن من النصح لولي الامر أن يقف الجميع صفا واحدا خلف الامام الصالح الذي يريد إقامة الحق والعدل وينصب ديوان المحاسبة لكل مقصر فحفظ الله إمامنا وولي أمرنا قائداً أميناً وراعياً مخلصاً ومناراً للامال وقلعة يحتمي بها المظلوم ويلجأ إليها صاحب الحق ملاذا بعد الله عز وجل في السراء والضراء وشد عضده بأخيه وولي عهده وأعانه بإخوانه وأعوانه الأمناء المخلصين. وفي المدينةالمنورة ألقى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي خطبة الجمعة قال فيها : أيها المسلمون فوضوا أموركم كلها إلى الله وتوكلوا عليه فمن توكل عليه كفاه وبلغه جنته ورضاه وأعملوا بالأسباب التي أرشد إليها الشرع الحكيم والأسباب التي علمت بالتجارب المباحة الصحيحة ، فمن حكم الشرع في أموره كلها كان من المفلحين ، ومن أعرض عن كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كان من الخاسرين. وبين أن المولى سبحانه وتعالى قد كتب المقادير وقضى الأمور قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه ، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه ). وقال: والله تعالى يفعل ما يشاء له القدرة التامة والمشيئة النافذة والحكمة البالغة والعلم المحيط والرحمة العامة ، والخلق خلقه والأمر كله راجع إليه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. لقد أراد الله تعالى أن تكون هذه الحياة الدنيا جامعة بين الخير والشر وأن يكون هذا الخلق المشاهد جارٍ على سنن أوجدها الله باقية إلى أجل مسمى. وأضاف: قدر الله تعالى في هذا الوجود الحياة والموت والمحبوب والمكروه والخير والشر والفرح والسرور والحزن والهموم والصحة والمرض والعافية والبلاء والطاعة والمعصية والكرب والفرج والعسر واليسر والكمال والنقص ليعلم الخلق أن لهذا الكون إله عظيم متصفٌ بصفات الكمال كلها منزهٌ عن صفات النقص ليعبدوه لا يشركون به شيئاً وليرغبوا إليه سبحانه في طلب كل خير في الدنيا والآخرة وليستعيذوا بربهم من كل سؤ ليصرف عنهم كل شر في الدنيا والآخرة فإن الرب تبارك وتعالى هو القادر على ذلك كله ، قال الله تعالى(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُو َ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِه ِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه ِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ). وبين أن من يتصور أو يظن أن هذا الكون المشاهد يمكن أن يتحقق فيه الخير بدون أن يوجد شر فقد تصور ما لا يكون وظن من لا يتحقق وجوده لأن هذا الكون المشاهد لو وجد فيه خير وطاعة من غير وقوع شر أو مكروه لكان وجوداً وكوناً آخر له سنن أخرى وأسباب أخرى والله على كل شيء قدير. وأكد الشيخ الحذيفي أنه في الآخرة الخير خالص كله والنعيم كله في الجنة ، والشر كله بحذافيره والعذاب بأنواعه في النار فمن دخل الجنة لم يحزن ولم يندم على ما فاته من الدنيا ولا يتحسر على ما أصابه من المصائب ومن دخل النار لم ينفعه ما جمع له في الدنيا من المسرات ، فعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا بن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مربك من نعيم قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي من نعيم قط ، ويؤتى بأشد الناس بؤساً من أهل الجنة فصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا بن آدم هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك من شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط ). وقال: ومع ما جبلت عليه الدنيا من الكدر وما قدر فيها من المصائب والمكاره فالإيمان والإسلام ضامن لصاحبه حسن العاقبة وخير المآل والمنقلب بزيادة النعم والثواب على الشكر وبتكرير السيئات والثواب على الصب ، فعن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلاّ للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ). والأمراض مما أبتلى بها العباد والله تعالى يخلقها بسبب وبغير سبب ويعافي من يشاء منها بسبب وبغير سبب ، قال الله تعالى( ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ، فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ). فمن أبتلي بشيء من ذلك فليصبر وليحتسب وليتداوى بما أباح الله له من الأسباب. وأوضح فضيلته أن الدعاء ينفع الله به مما نزل ومما لم ينزل ، وهو من الأسباب الجالبة لكل خير والدافعة لكل شر ، قال الله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم ). وقد عرف الناس أمراضاً إذا شاء الله انتقلت من المريض إلى الصحيح بإذن الله وقد كان أهل الجاهلية يعتقدون أن هذه الأمراض تعدي بطبعها وهي تنتقل بذاتها من المريض إلى الصحيح فيعدي المريض الصحيح بالمخالطة والملاقاة لا محالة فعطل الله اعتقاد أهل الجاهلية وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لا عدوى والنفي أبلغ من النهي في إبطال العدوى ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر). والطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع وهي من أعمال المشركين في الجاهلية فقد كانوا يتشاءمون بالطيور في اتجاه طيرانها وبأصواتها ويتشاءمون من بعض الأيام وببعض الحوادث والمخلوقات التي تعرض لهم فيمنعهم التشاؤم والطير من المضي لمقاصدهم أو يحدث لهم عزم وإرادة على المضي لحاجاتهم بالتطير إذا رأوا أو سمعوا ما يظنونه مؤثراً في النجاح فعطل الله وأبطل سبحانه في الإسلام هذا التشاؤم وهذا التطير بجميع صوره فجاء الإسلام بالعقيدة الحق والتوحيد الخالص وأوجب التوكل على الله الذي بيده كل شيء وعلق القلب بالخالق المدبر ، فعن الفضل بن العباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ) ، قال عكرمة كنا جلوس عند بن عباس فمر طائر يصيح فقال رجل من القوم الخير الخير فقال بن عباس لا خير ولا شر فأنكر عليه لئلا يعتقد تأثيره في الخير أو الشر. وأفاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل وهو الكلمة الطيبة فيسر بذلك ولا تؤثر في عزمه فعلاً أو تركاً لأن الفأل فيه حسن ظن بالله تعالى وهو عمل صالح بخلاف سوء الظن فهو محرم. والهامة طائر من طيور الليل كانوا يتشاءمون بها إذا وقعت على الدار ، قال الرجل نعت إلى نفسي. وكانوا يتشاءمون بشهر صفر فأبطل الإسلام هذا الاعتقاد كله ووجه القلوب إلى الخالق البارئ الذي له مقاليد السماوات والأرض وأوجب التوكل عليه. وبين النبي صلى الله عليه وسلم حكم الطيرة ، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً ( الطيرة شرك ). وأفاد الشيخ الحذيفي أن العدوى التي نفتها الأحاديث فمعناها انتقال المرض بطبعه وذاته من المريض إلى الصحيح بالمخالطة كما يعتقده أهل الجاهلية ويقطعون بإصابة السليم بالمرض من المريض لا يلتفتون إلى مشيئة الله ولا يردون الإصابة إلى إرادة الله فعطل الإسلام هذا الاعتقاد الجاهلي ورد الأمور كلها إلى الله تعالى وإلى مشيئته وإرادته فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وقد يشاء الله تعالى أن يجعل مخالطة المريض للصحيح سبباً في حدوث المرض للصحيح وقد يشاء الله أن لا يتضرر الصحيح بمخالطة المريض فالصحة والمرض كل منها بقدرة الله تعالى ، فعن بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لا يعدي شيء شيئاً ) فقال أعرابي يا رسول الله النقطة من الجرب تكون بمشفر البعير أي بذنبه في الإبل العظيمة فتجرب كها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فمن أجرب الأول لا عدوى ولا طيرة ولا هامة خلق الله كل نفس وكتب حياتها ومصائبها ورزقها ). وشرح فضيلته أن الأحاديث التي تتضمن اتقاء أسباب الأمراض فليس في شيء منها إثبات العدوى ولا تدل على وقوع العدوى بطبعها وإنما تتضمن هذه الأحاديث البعد عن أسباب الشر والضرر إذا كان الإنسان في عافية ، كما أن الإنسان مأمور أن لا يلقي نفسه في النار ولا في السيل ولا يشرب السم ولا يبيت على سطح لا تحذير عليه إلى غير ذلك مما فيه ضرر ممن هو منهي عنه ، فقد روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يورد ممرض على مصح ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( وفر من المجذوم كما تفر من الأسد ) وعن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تقدموا عليه وإذا وقع المرض وأنتم فيه فلا تخرجوا منه ). فهذه الأحاديث وأمثالها ليس فيها إثبات العدوى بطبعها وإنما بقدرة الله تعالى قد يجعل الله عز وجل المخالطة سبباً في مرض الصحيح وإنما تتضمن اتقاء أسباب الشر والضرر وفيها سد أبواب الشيطان التي يدخل منها على الإنسان فيضر عقيدته ويتسخط بالقدر فيقول لو أني ما فعلت هذا ما أصابني كذا. وأما من قوي وكمل توكله على الله فهو خير في جميع أحواله , (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ). وبين فضيلته أن الأسباب المباحة التطعيم الذي تثبتت منافعه عند بعض الأمراض وانتفت مضاره في الحال والمآل. ومن الأسباب المباحة الحجر الصحي ، والتوكل على الله أكمل لحديث السبع الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. وقال: قد شاهدنا نحن وغيرنا من خالط من أصيب بالجدري وأكل معه ومن أصيب بالحصبة وهي من الأمراض المعدية بإذن الله فلم يصابوا بشيء من ذلك. وشاهدنا في حج هذا العام سلامة الحجاج وعافيتهم ولله الحمد من الأمراض الخطيرة التي أرجف بها بعض الناس وسلامتهم فيما مضى من أعوام الحج وعافيتهم وسيعافيهم الله عز وجل إن شاء فيما يستقبل ، فقد أدوا حجهم بطمأنينة وسكينة ويسر وسهولة وأمن وإيمان تيسر أرزاق ورعاية صحية وموفور خدمات فلله الحمد والمنة ولله الحمد على أن جعل ولاة أمر هذه البلاد أمناء على الحرمين الشريفين يسعون لكل ما فيه راحة الحجاج والمعتمرين والزائرين وتيسير أمورهم والأخذ على يد كل من يريد بالحج سوءاً وسيجدون ذلك في صحائفهم عندما يجزي الله المحسنين. وأضاف: قد ساء المسلمين إساءة عظيمة وشق عليهم وكدر صفو سرورهم ما قامت به فئة المتسللين عبر حدود المملكة العربية السعودية في الشهر الحرام وسفكت الدم الحرام وأخافت الآمنين وظنت هذه الفئة أنها ستحقق بعض أهدافها ولكن الله تعالى بمنه وكرمه وقى شرها وردها على أعقابها خائبة نسأل الله تعالى دحر هذه الفئة المتسللة المعتدية وأن يكف شرهم ويدحرهم في عافية لجنودنا وحفظ لحدودنا وأمن المواطنين في الحدود وأن يتقبل المقتولين من الجنود في الشهداء فإنهم قاتلوا عن الدين وحوزة الإسلام وأن يرد المفقودين سالمين وأن يحسن عزاء خادم الحرمين الشريفين وولاة الأمر وذوي المقتولين في الدفاع عن حوزة الإسلام ، نسأل الله عز وجل أن يغفر لهم وأن يعيذنا من مضلات الفتن وأن يحفظ لنا أمننا واستقرارنا ، وندعو بالعزاء والمعفرة لمن لقوا ربهم يوم الأربعاء الثامن من هذا الشهر بسبب السيل فأحسن الله عزاء خادم الحرمين الشريفين فيهم وأحسن الله عزاء ذويهم وجميع اقربائهم وأجارهم في مصيبتهم وعوض الموتى بحياتهم في جنات النعيم والصبر مركب المؤمنين.