وش تبغى أكثر؟ بسخريته المهنية تناول الزميل المتألق خلف الحربي هذا الرد (المتشبع تشاوفا وغطرسة) من بعض المديرين أو الموظفين الخدميين أثناء أو بعد تقديم الخدمة للمواطن أو حتى أثناء التصريح الاستهلاكي العدمي، وتساءل الكاتب في ثنايا مقاله متى يعرف هؤلاء (الموظفون) أن الخدمة العامة حق لنا وواجب عليهم، وخلصنا من مقال الزميل أن الكثير من الموظفين في القطاعات الخدمية لا يفرقون بين عطاء الدولة وعطاءاتهم الشخصية.. لن أزيد على ما سطره زميلنا في هذه الجزئية على الأقل، لكن ما أود التساؤل عنه من صير أو أسهم إن صح التعبير في ظهور هذا النوع من الموظفين المتعجرفين (حسب وصف الكاتب)؟ الجواب هم المواطنون طالبو الخدمة أو قل بعضهم حتى لا نقع في دائرة التعميم. نعم هم الذين كرسوا هذا السلوك من حيث يعلمون أو لا يعلمون ومن تجلياته التي لا تخفى على أحد التملق لهذا الموظف وتبجيل ذلك المسؤول قبيل وبعد تقديم الخدمة، الأمر الذي أشعر هؤلاء وأولئك بأن ما يقدمون من خدمات هو أمر (فوق العادة) وليس واجب تحتمه مقتضيات العمل وكفاء أجر مدفوع مسبقا! واقع الحال هم لم ينسوا ذلك بشكل يقيني، بل في غمرة نشوة التبجيل وما يتبعها من إقامة الولائم (تدسيم الشوارب) على شرف هؤلاء (الخدميين) دعك من الهدايا والمقايضات الخدماتية الضمنية والصريحة أحيانا وبكلمة أدق (دهن السير) جعلتهم يتناسون دورهم وواجبهم المناط، أكرر هم في قرارة أنفسهم لم ولن ينكروا أن ما يقومون به واجب (تقليدي) ولا يستحق حتى مجرد الشكر فلديهم قدر من النباهة تمكنهم من التفريق بين عطاء الدولة وعطاءاتهم الشخصية، لكن طالبي الخدمة هم الذين نسوا أن تلك الخدمات حقوق مشروعة لا تستدعي شحذها وتجدر الإشارة أن من أخطر تبعات تكريس ثقافة المداهنة والتملق هي تمييع الحقوق والواجبات، فيصبح أخذ الحقوق دونه مطالب وتوسلات كي لا نقول مساومات وتنازلات وبمقتضاه من غير المستغرب، بل من البديهي أن تحور أو لنقل (تجير) الواجبات العامة لخدمات خاصة مرهونة بالذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد تزلف ومسح جوخ! مؤسف حقا أن يمن ذلك الموظف بتقديم خدمة عامة، ومؤسف أكثر أن (يتشاوف) ذلك المسؤول أو يستجدي التبجيل، لكن المحزن أكثر والمؤسف إلى حد الخيبة حينما لا يعرف المواطن حقوقه أو إن شئت يعرفها لكن لا يعرف كيف يراهن عليها بوصفها (مكتسب) طبيعي ومشروع لا يستدعي كل تلك الترهات.. ختاما من المناسب، لا بل من المفيد التنويه أن جسم الإنسان مفعم بالجراثيم والفيروسات؛ لكنها لا تنشط وتتمكن منه إلا عند وهنه وضعفه وبكلمة.. إن تلك المعطيات السلوكية المقيتة (التشاوف، المنة... إلخ ) ما كان لها أن تظهر وتتفشى من دون وجود عوامل تنشيطها وتفعيلها والتي تبدأ بالتملق، ويا ليتها تنتهي أو (تشبع) بالمفاطيح. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة