في زحمة الشباب وهم يبحثون عن عمل، كان الواحد منهم يسلي خاطره ويدخل على موقع ديوان الخدمة ويدخل سجله المدني لتخرج له النتيجة مطمئنة: أخي المتقدم رقم تعيينك هو (......). ويغلق الواحد منهم جهازه انتظارا لوصول الدور. ومنذ أيام قليلة إذا أدخل الشاب سجله المدني في موقع الديوان تخرج له إجابة محبطة تقول له: تم إلغاء طلبك. وأخيرا، احتجب موقع الديوان تاركا رسالة (الموقع تحت الصيانة). هذا القول يعيدني للحديث عن تباطؤ تنفيذ القرارات الحديثة وتحويلها إلى سجال مقيت بين الجهات المعنية بتنفيذ القرار. وفي جهة أخرى شملت القرارات احتضان الدارسين في الخارج (على نفقتهم الخاصة) بضمهم وتكفل الدولة بنفقات دراستهم، فتطاير الطلاب إلى الملحقيات الثقافية (المنتشرة في كل بلد) ليجدوا تفسيرا جديدا للقرار يقول: القرار يشمل المتميزين فقط. وهذا التفسير للقرار الصادر من ضمن التأويلات المعطلة، فالقرار لم يفصل بل كان شاملا. وكما قلت سابقا وفي مقالتين متزامنتين مع القرارات الصادرة حديثا إن هناك من يوقف المياه الجارية!. هو التفسير الذي حملته الملحقيات للدارسين على نفقتهم الخاصة وهي بهذا التفسير عطلت قرارا شمل الجميع من غير استثناء، ولو كان هناك استثناء لنص عليه القرار. وإذا عدنا إلى الشاب أو الشابة الباحثة عن عمل ولم تجد سوف تتجه إلى صندوق الموارد البشرية الذي له أساليبه أيضا في تطفيش الشاب، فالصندوق يشترط على الشاب أو الشابة عدم رفض العمل المقدم، وإذا رفض الشاب العمل المقترح يرفض طلبه ويستبعد من أي تقديم آخر. لنفترض أن شابة مؤهلة (تحمل شهادة جامعية) اتجهت إلى صندوق الموارد البشرية طلبا لوظيفة، وقبلت فانظروا نموذجا لهذا العمل الذي قبلت به، تتحرك الشابة لموقع العمل المقترح فتجد أمامها شروط الشركة أو المؤسسة تقول لها: نحن مؤسسة (.....) وهي مؤسسة الكترونية لايوجد لدينا مكتب ولا مقر رئيسي، عملك يتطلب منك التحدث والتفاوض مع رجال، هل أنت موافقة على التحدث والتفاوض مع رجال، (هو شرط للتعجيز وإذا وافقت طالبة العمل على هذا قيل لها): انتبهي، هناك شرط آخر فخلال بداية عملك سوف تكونين تحت التجربة لمدة ثلاث أشهر. بعد التجربة سيكون لك راتب أساسي ثابت مقداره 1000 ريال. يعني ثلاثة أشهر مجانا من أجل خاطر عيون الشركة وفي النهاية الراتب ألف ريال لتبحث عن قرض ماءتي ريال لكي تعطي السائق الذي يوصلها للعمل. لم ينته المسلسل، فإذا وافقت واكتشفوا أنها لصقة انهمرت بقية الشروط الغرائبية وهي تهز رأسها مع كل شرط، ومع صمتها وهزة رأسها يواصل قسم التوظيف في تلك المؤسسة في سرد الشروط، فلنستمع للشروط المتبقية: لابد أن يكون لديك تلفون ثابت كي تتصلين على الشركات والمؤسسات، فإذا هزت رأسها بالموافقة قيل لها: عملك سوف يكون من الساعة 8 صباحا إلى الساعة 5 مساء وسوف ترسلين لنا تقريرا كل أسبوعين بحيث يشمل التقرير بيانات وعناوين وأسماء الشركات والمؤسسات التي اتصلت عليها، بعض الأحيان سوف نزودك بأرقام شركات ومؤسسات ولكن يجب عليك البحث عن أرقام وتلفونات الشركات بنفسك لسنا ملزمين بتزويدك بأرقام الشركات والمؤسسات قد تجدين الأرقام في دليل الهاتف التجاري، عملك فقط من المنزل ولا نشترط عليك الخروج إلى الشركات أو المؤسسات، التواصل معنا سوف يكون عبر الإيميل أو الموبايل. هل أنت موافقة على كل ماذكر.. أمام كل هذه الشروط على الشابة الموافقة أو ( تقلب وجهها ) غير مأسوف عليها وإياها أن (تطب) مرة أخرى إلى صندوق الموارد البشرية. هؤلاء هم المعطلون لكل ما تفعله الدولة من أجل شبابها متمثلا في التباطؤ والتفسيرات والتأويلات التي تميت أي قرار جالب للفرحة، فما هو الحل إذن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة