جدد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دعوته أمس لعقد مؤتمر وطني عام، تشارك فيه كافة الأحزاب والفعاليات السياسية سلطة ومعارضة دون استثناء وشخصيات دينية وشبابية ومجتمع مدني، لمعالجة الوضع الذي تعيشه البلاد، والخروج برؤى موحدة تخدم مصلحة الوطن وتصون أمنه واستقراره ووحدته والسلم الاجتماعي. جاءت تلك الدعوة، في الوقت الذي قامت قوات أمنية من الحرس الأمن المركزي والحرس الجمهوري والجيش بمنع دخول خيام جديدة إلى ساحة التغيير، حيث يعتصم آلاف الشبان المطالبين بالتغيير في اليمن البارحة الأولى، ما أدى إلى قيام المحتجين برفع أصواتهم، مرددين شعاراتهم المعتادة والمطالبة برحيل الرئيس اليمني. وبحسب روايات شهود عيان، فإن القوات العسكرية ردت على المتظاهرين بإطلاق الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع وقنابل وصفت بالمحرمة تجاه المتظاهرين، وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة 80 آخرين، سبعة في حالة خطرة وفقا لمصدر طبي، والبقية في حالة اختناق. وقد أدانت العديد من المنظمات السياسية والحزبية والمدنية ما أقدمت عليه السلطات الأمنية من تصرف وصف بالبشع وغير المسؤول، رغم حالة التوافق والتعاون بين الأمن والمحتجين في الأيام الماضية. وحمل الناطق باسم اللقاء المشترك (المعارضة) محمد قحطان الرئيس علي عبد الله صالح شخصيا المسؤولية. وقال: «هذا الاعتداء مؤشر على بدء تهاوي النظام أمام صيحات ثورة الشباب برحيله»، محذرا السلطة من التمادي في اعتداءاتها على الاحتجاجات السلمية، وارتكاب هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، مطالبا منظمات حقوق الإنسان بتوثيقها. وكانت القوات العسكرية اليمنية من الجيش والأمن والحرس الخاص كثفت من تواجدها في العاصمة صنعاء وإقامت الحواجز الأسمنتية قريبا من المحتجين منذ الصباح الباكر، لكن ذلك لم يحد من توافد عشرات الآلاف إلى ميدان الاحتجاج. ويواصل المحتجون مرابطتهم أمام جامعة صنعاء والشوارع المتفرعة منها، عازمين على المضي في برنامجهم اليومي حتى تلبية مطالبتهم برحيل النظام اليمني، وتنحي «صالح وأسرته» عن الحكم. وقال أحد المعتصمين محمد الصلوي: نحن لم نأتِ إلى ساحة التغيير لنتعرض للاعتداء ثم نعود أدراجنا مغلوبين على أمرنا، بل إننا عازمون على البقاء حتى رحيل النظام وفساده إلى الأبد، ومهما اعتدي علينا أو قتل جرحى منا، فنحن هنا قاعدون، مؤكدين لكل الأمم أن تحركاتنا سلمية ديموقراطية لا غوغائية ولا فوضوية. وكان الرئيس «صالح» قد وجه النائب العام ورئيس مكتب المظالم بالرئاسة في وقت سابق بالتحقيق في حادثة أعمال الشغب التي شهدها السجن المركزي في صنعاء اليومين الماضيين. كما أقر البرلمان تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول ما تعرض له نزلاء السجن المركزي في صنعاء من اعتداء بالرصاص الحي من قبل قوات الأمن، على خلفية قيام السجناء بالتظاهر في ساحة السجن. وكان ما لا يقل عن ثلاثة من نزلاء السجن قتلوا وأصيب العشرات، وصفت جروح بعضهم بالخطيرة، وذلك أثناء قيامهم بأعمال مشابهة بما حدث في تونس ومصر قبيل تخلي النظام عن الحكم. من جهة أخرى، أعلن مصدر محلي في محافظة صعدة (شمال اليمن) أمس عن مصرع اثنين من عناصر تنظيم القاعدة وإصابة ثالث في تبادل لإطلاق النار مع مسلحين من قبائل آل التيس بمديرية كتاف. وأوضح المصدر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل علي ناصر التيس وعبد الله حسن التيس، اللذين وصفهما بعناصر القاعدة، وإصابة عارف صالح راشد.