دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى مؤتمر وطني عام في صنعاء اليوم تشارك فيه كل القوى والفاعليات الوطنية في البلاد لمناقشة الأوضاع في ضوء الاحتجاجات التي تقودها قوى المعارضة والمطالبة برحيله وإسقاط النظام وإحداث إصلاحات شاملة. جاء ذلك في وقت قتل شخصان، معارض للرئيس ومؤيد له، وجرح عشرات آخرون في اشتباكات بين المعارضين وقوات الأمن في صنعاء وحضرموت. وتوقعت أوساط مطلعة في الحزب الحاكم أن يقدم الرئيس صالح للمشاركين في المؤتمر عرضاً عاماً للتطورات والمبادرات التي قدمها للمعارضة لتجاوز الأزمة الراهنة إضافة إلى خطوات قد يطرحها لتحقيق إصلاحات. وتوفي أمس أحد المعتصمين في «ساحة الحرية» أمام جامعة صنعاء متأثراً بجروح أصيب بها فجراً برصاص قوات الأمن اليمنية التي اشتبكت مع شبان كانوا يحاولون إدخال خيم جديدة إلى الساحة، بعدما أحاطها رجال الأمن بكتل إسمنتية لمنع توسيعها. وأسفر الصدام الذي استخدم فيه الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع عن إصابة أكثر من سبعين معارضاً بجروح متفاوتة بينهم ستة بحال خطرة، إضافة إلى حوالى ثمانين شخصاً أصيبوا باختناقات. وقالت مصادر المعارضة إن المعتصمين واجهوا قوات الأمن بهتافات مثل «سلمية، سلمية» و «يا للعار يا للعار أخونا يضربنا بنار» إلى أن توقفت الاشتباكات. وحمّل الناطق الرسمي باسم أحزاب المعارضة المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» محمد قحطان السلطة ممثلة بالرئيس صالح «المسؤولية الكاملة عن الجريمة التي ارتكبتها قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري ضد الشباب المعتصمين في ساحة الحرية»، وقال إن «هذا الاعتداء مؤشر إلى بدء تهاوي النظام أمام صيحات ثورة الشباب»، محذراً السلطة «من التمادي في اعتداءاتها على الاحتجاجات السلمية وارتكاب جرائم لا تسقط بالتقادم». وطالب قحطان «منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية والمجتمع الدولي برصد وتوثيق الاعتداءات البشعة ضد المحتجين سلمياً تمهيداً لتقديم مرتكبيها والمسؤولين عنهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم العادل». وكلف مجلس النواب امس اللجنة البرلمانية الخاصة التي شكلها الثلثاء لتقصي الحقائق في شأن التمرد في مبنى السجن المركزي بصنعاء قبل يومين وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المساجين ورجال الأمن، بأن توسع تحقيقها ليشمل الاشتباك في ساحة جامعة صنعاء. وقال النائب المستقيل من كتلة حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم علي المعمري إن «ما حدث من اعتداء على المتظاهرين جريمة إنسانية لن يفلت مرتكبوها من العقاب»، محذراً من أنه» كلما ازداد سيل الدم، اقترب أجل النظام». وفي سيئون بمحافظة حضرموت، قتل احد أنصار الرئيس اليمني وأصيب آخر بجروح فجر امس خلال اشتباك مع معارضين.