تزايدت حدة التوتر في اليمن خلال الساعات القليلة الماضية بعدما أصيب نحو ثمانين شخصاً بجروح توفي أحدهم لاحقاً على إثر إطلاق نار من قبل قوات الأمن على المعتصمين أمام جامعة صنعاء. وقالت مصادر في اللجنة المنظمة للاعتصام إن قوات الأمن أقدمت في وقت متأخر من ليلة أول من أمس على إطلاق النار على المعتصمين بعد خلاف بينهم وقوات الأمن على إدخال خيام إلى ساحة الاعتصام، مما أدى إلى إصابة ثمانين شخصاً تلقوا علاجاً في المستشفى الطبي الميداني في ساحة الاعتصام ومستشفيات قريبة من المكان، إلا أن شخصاً قضى بعد ساعات من إصابته. من جانبها اتهمت مصادر أمنية المحتجين بالتسبب في الحادث، وقالت في بيان أولي إن عناصر قبلية مسلحة وتابعة لتكتل أحزاب المشترك المعارضة أطلقت النار عشوائيا وبغزارة من أسطح مبان ومن وسط المحتجين بعد مشادة مجموعة مع الأمن لمنعها إياهم نصب خيام بشارع الحرية القريب من ساحة الجامعة قبل أن تعود وبعد ساعات من البيان الأول للتأكيد على أن عناصر من مديرية خولان من المتواجدين في ساحة بوابة الجامعة يتبعون شخصاً يدعى خالد القيري هي من قامت بإطلاق النار بشكل عشوائي بين المعتصمين. واتهم الناطق الرسمي باسم المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري بارتكاب مجزرة بحق المعتصمين في ساحة التغيير، وحمل الرئيس علي عبدالله صالح المسؤولية. وفي سيئون بمحافظة حضرموت قتل شخص وجرح ثلاثة آخرون في اشتباكات وقعت بين مؤيدين للنظام ومطالبين بإسقاطه. وسجل يوم أمس تطوراً لافتاً بعدما اتهمت صنعاء تنظيم القاعدة بالتواجد ضمن المعتصمين أمام جامعة صنعاء، وبحسب مصدر أمني فإن "العناصر التي تم رصدها مدرجة في القوائم الأمنية الخاصة بالمشتبه بعلاقتهم بالإرهاب ومعظمهم من الجهاديين الذين سافروا إلى الشيشان وأفغانستان"، مشيراً إلى أن "من ضمن العناصر التي تم رصدها شخص يدعى علي المطري وآخر يدعى محمد الشعوبي بالإضافة إلى آخرين". تزامن ذلك مع مقتل اثنين من عناصر تنظيم القاعدة هما علي ناصر التيس وعبدالله حسن التيس وجرح عارف صالح راشد في تبادل لإطلاق النار بمديرية كتاف بمحافظة صعدة. وكان وزير الدفاع محمد ناصر أحمد قد دعا أفراد الجيش إلى الاستعداد واليقظة للتصدي لما أسماها "حرب إعلامية مسلطة على اليمن من أجل خلق الفتنة والفوضى فيها للوصول إلى الأهداف التي يرسمها أعداء الوطن والمتربصون به". على صعيد آخر قال المحامي عبدالرحمن برمان إن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح نحو 20 آخرين في أحداث الشغب التي دارت بالسجن المركزي بصنعاء خلال اليومين الماضيين. ووسط التطورات الأمنية المتلاحقة ينطلق اليوم المؤتمر الوطني الذي دعا صالح إلى انعقاده قبل أيام قليلة، والذي من المقرر أن يحضره علماء دين ومشايخ قبائل وشرائح سياسية وشبابية ومنظمات مجتمع مدني وأعضاء مجلس النواب والشورى والمجالس المحلية للمحافظات والمديريات، إلا أن المعارضة لن تشارك فيه.