دائما ما أربط التطور أي تطور كنتاجٍ، بالشفافية في الطرح والرقي في التعامل والوضوح في السلوك، وتتجلى تلك أكثر ك(ثقافة) حينما تتحول إلى سمات مجتمع، كل من يخرج من معرض الرياض يطلق (زفرة) فرح تخرج من أحشائه نتيجة لما يراه من سلوك لا يتماشى والحدث؛ معرض كتاب يثري الحراك الفكري، يؤمن بالتنوع المعرفي، وتسمع فيه (عنفا لفظيا) وأوامر صارمة واستقصادا مزعجا.. تناقض عجيب، كنت اسأل صديقي ونحن نودع المعرض لماذا تلك الابتسامة والبرود في ردة فعله!؟، كانت إجابته أن لديه من الخلفية ما تمتلئ به مدرجات الملاعب، "فأنا أعايش عنفا لفظيا يصل حد الشتم ورمي كل ما تلقفه الأيدي مع كل صافرة، إننا نتاج ثقافة أخشى أن تصل بنا لطريق مسدود"، إجابة صديقي أعادت لي نفسي الخائفة لكي أزيد من الأسئلة، أما الإجابة فلا أعتقد أنها متواجدة حتى في مؤسسات المجتمع المدني أو مراكز الدراسات التي تكتفي بذكر نشاطاتها ولا تحل أو تتعمق في مشكلات تؤرق حد الخوف. هذا الطرح الموغل في الحدة يستعصي عليك فهمه، فالأفكار تبدو غريبة والتأويلات أكثر غرابة والملامح أقرب إلى (صدام)، كنت أتساءل؛ كيف تشكل هذا الرأي في هذه الوجوه (اليانعة) في فترة زمنية لا تتجاوز العشرين عاما؛ أهو خلل تعليمي أدى إلى قصور معرفي وبالتالي تكوين رأي أحادي مظلم، وما الذي يجعل (الشاب) أكثر حدة في تقبل الهزيمة أو الخطأ داخل المدرج الرياضي، وهل التكريس ثقافة أحادية مغلوطة يمارسه الإعلام. يتعبك توقف البصيرة لدى هؤلاء في لحظة حياتك أو حتى دقائقها، تستسلم فيها لمزيد من التخوين والشتم، وتنتظر هذا الغضب أن يرحل قبل أن تمتد إليك لحظات ثورته غير المتزنة. هذا التشنج وهذه المزايدة في التطاول على بعضنا، تجعلك أقرب إلى السوداوية منها، إن الحياة، رغم اتساعها لنا جميعا لماذا لا نعمرها بالكلمة الجميلة والنصيحة الطيبة. أؤمن بالموهبة في الإنسان أكثر من الإنسان نفسه، حتى في ازدواجيته وكذا عبقريته، تظل سمة مميزة، لكن المؤسف أن يكون استخدامها في الموقع الخطأ وبالألفاظ الخاطئة، إن الأجيال (مشروع بناء) لا أعرف لماذا التعاطي معها بهكذا سلبية حتى تلامسنا نيرانها. *** لا فرق بينهما شريطة أن تمارس الأدوات نفسها، النظرة بعين واحدة والصدق في الطرح، وإلا فالكتابة في القضايا العامة أو في الطرح الرياضي تهدف إلى الإصلاح ما استطعت وتجعل كل المناحي أمامك جميلة وفق منظور يشع اكتسابا.. الزميل صالح الطريقي أراه شخصيا أقرب (إلى مشرّع)؛ أسئلته ترهق العقل وتتجاوز اللا منظور أمام (العامة).. قد تختلف معه، لكنني أقرأ صدقا طرحه، مقاله الرياضي الأخير (.. يحب الاتحاد) يذهب بك إلى العقل مباشرة ويستخف بالذاهبين إلى الغيبيات (الدنبوشي)، ويطرح سلسلة أسئلة على (صناع القرار في الأهلي) أن يضعوها كأولويات في أجندة اجتماعاتهم، وينبه الجمهور إلى عدم مسايرة إعلامه، وينصحهم بعدم تقمص عباءة التخلف وإعادتهم إلى غياهب الجهل وتزييف وعيهم، وينصحهم بطرد أفكار بالية عفى عليها الزمن، يحاول البعض إعادة غرسها في زمن لا يتسق وإمكانات هذا العصر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة