• هناك فجوة تأسرنا حد التغلب علينا بين المعتقد والتطبيق؛ فالمعتقد دائما صحيح، لكن التطبيق -وهو المنوط بالإنسان- تحكمه شهوته ورغباته وميوله ونوازعه وطموحه وقل «جهالته»، لكنني أرى متى ما دام المعتقد صحيحا، فالإنسان سيعود إليه مهما ابتعد، لذا لا أرى التحمس مفيدا للمعركة الخطأ، أكان ذلك تصريحا أم حدثا في حراكنا الرياضي، وهو ما أعتقد أن البلطان استيقظ له، فأعلن توقفه عن التصريحات التي ميزت شخصيته في الفترات الماضية، على اعتبار أنه يصفي حسابات سابقة مع النصر والأهلي، وهو الحديث الذي تجاوز به لقاء النصر. إذا؛ أراد الأهلاويون أن يكسبوا صمته فعليهم أن يمارسوا قوتهم، التي سلبهم إياها خلال الأيام الماضية تصريحا. إن عودة الأهلي القوية وكسبهم نقاط الشباب، هو أكبر رد على البلطان، بل أعتقد أن عودته مهزوما ستعيد له شيئا من التوازن الذي أفتقده خلال الأيام الماضية، لكن من المؤسف، ابتلاء الرياضة بإعلام ليس مدركا لمهماته، أو مخلصا لها؛ لأن امتلاكه الأدوات المعرفية، التي تساهم في صياغة الوعي الجماعي، لا تعني بالضرورة أنه يستخدم هذه الأدوات من أجل النهوض. • كفعل وسلوك، تعاني الرياضة من تخلفنا بالقدر ذاته الذي تعاني من تأويله وتفسيره على مستوى الطرح في شكل ضيق، وترجمته بطريقة متشنجة ترمي بأبعاده الإنسانية ليصيب في نزق التعصب، حتى أننا ننسى أنفسنا والآخرين، رغم نقاط تجمعنا تصل حد القرابة، هذه العلاقة المتشنجة لمجرد الاختلاف هي خصوصية ننفرد بها. • إن العجز المسيطر على حراكنا الرياضي منذ فترة، وعدم الاستفادة من هكذا أخطاء، والمعاودة لهكذا تشنجات، يعود إلى تعاملنا بعقلية قديمة ما زالت تؤمن بالتغلب على الآخر والانتصار عليه، حتى لو كان بالإساءة في الكلام، فهو ينمِّي الشعور الداخلي الذي يحب السيادة في عصر يعيش فيه العالم احترام رأي الآخر ويستثمره نجاحا، والمؤسف أيضا أن من يلج لهذا الوسط وفق ميوله ونزعاته هو ما يمارس دور المفسد وليس المصلح، وإلا ماذا تعني العودة مرة أخرى للشخصية ذاتها لرده على إساءة الآخر، أليس هذا استقصادا لممارسة هذه الغوغائية. ??? • تعتبر إشكاليات الأندية من بين أكثر الإشكاليات تعقيدا والتباسا في المشهد الرياضي، نعم؛ تنضوي جميعها تحت (القرار الرئاسي)، لكنها تختلف في صياغة فكرها وتوجهها، بل وملكيتها، هذا الترسيخ لهذا المفهوم الواقعي المستبد، أصبح حقيقة تمتاز بها أندية دون أخرى، وأصبح القرار أكثر ملكية ومتصرفا بجميع أوراقه أو حتى اللعب بشخوصه؛ لدرجة أن الاقتراب منه أو الكتابة عنه لا بد أن يمر برضاه، مع أنه لا يكلف خاطره عناء التوضيح أو حتى فك اللغز المتسربل بأحداثه، ويأتي بتشجيع من المقربين منه أو المرتبطين باسمه لمصلحة ما وليس لقناعة، رغم عدم ملكهم منطقا متماسكا أو حتى لأدوات الحوار الأساسية، بل يصل رأيهم درجة السؤال من أنت حتى تناقش أو تسأل؟!. • هذه الإشكالية في ملكية التصرف، والقرار داخل بعض الأندية، أعادني إليها حديث الأمير تركي بن خالد حينما شبه الأربعة الكبار -وإن غضب البلطان- (الهلال، الاتحاد، الأهلي، والنصر) بأنهم يدارون على طريقة الشركات والمؤسسات، والمعنى بينهما واضح على مستوى الشارع الرياضي، لكن التباين الحاد بين هكذا إدارات وبين تأكيدات عضو الاتحاد الآسيوي لاستيفاء الأندية السعودية لشروط تحويلها إلى كيانات تجارية ذات ملكية أو شركات، وذات طابع تجاري واقع لا نعرف مدى مصداقيته، على اعتبار أننا -كشارع رياضي- لم نلمسه أو نره، ولا نعرف على أي مستند اتكأ عضو الاتحاد الآسيوي الذي أكد هذه المقولة للكاتب المبدع صالح الطريقي، إن تباينا كهذا واقع نتحمس له، بل نتعايش معه على اعتبار أن حياتنا «تناقض في تناقض». ??? • وأخيرا .. المعرفة تقود إلى الألفة .. والجهل إلى التفرقة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة