لا أعرف إن كانت جدة تستحيل لعشق ثنائي دون المدن الأخرى، فالبحر والاتحاد والأهلي (ثلاثية/ تراث) تقاسم سكانها حد الحياة، هذا التراث الثلاثي سيشكو أحدهم (البحر) جفا الزوار لساعات في مساءات الجمعة، هذا الجفاء سرعان ما يحل صخبا يصم المدينة ويتجاوز هدير أمواج بحرها.. هذا الغياب المؤقت للبحر وذاك الغياب في اللقاء على النهائيات المستمر منذ زمن، كان غيابا مفتعلا من أبنائها.. هذا الافتعال كان للزمن والبشر نسب متفاوتة في حدوثه، كما أنه نوع من الجحود الذي أصاب أبناء المدينة تجاه عروسهم، هذا اللقاء، الذي بدأت ساعات اختلافه وعلو صخبه، تطغى في كل منزل في ظل استشراء هدوء تحاول كل عائلة استمراره في منزلها لاستكمال أبنائهم ما تبقى من اختبارات، لكنه لقاء رئتي المدينة التي لا تتنفس إلا بأحدهما إن غاب الآخر. علمنا لقاء الفريقين أن المعطيات السابقة والتفوق المعلن والظاهر لأحدهما لا يعني تفوقا؛ فلقاؤهما خارج السياق وهو نتاج ظرف نفسي تفرضه (نفسية) المدينة. في الأهلي كنت أعول كثيرا على مجانينه (الجماهير) لتعيد صياغة حراكه في النشاط الرياضي، هاهم يلوون أعناق فرق النادي تباعا لمنصات التتويج، هذا (الجنون) الجماهيري الذي يحرك الحجر، هو من أعاد صخب الحياة في عروق النادي الأهلي، وتظل جماهير الاتحاد تقاسمه، وإن أختلف هذا الجنون، فهو إرث متصل متواصل، وسيأتي الشقيقان من البيت الواحد، تفرقهما المدرجات ثم تلم شملهما القناعة بانتهاء اللقاء وبأنه أصبح ماضيا، ستكون ليلة انتظرتها الرياضة طويلا، إذ تعتبر سلة غذاء متكاملة لا تتجمع مكوناتها إلا كل عقد. في لقاء الفريقين -وبالذات النزالات النهائية- دائما ما تكون مرحلة مفصلية لتحول من مرحلة لأخرى، سيكون الاتحاد شبه جديد لأعمار لاعبيه وللقادم لملء كرسي الرئاسة؛ باعتبار أن تغييرا سيطال جسم الفريق، أما الأهلي فسيكون المقبل مرحلة جلد تتطلبه المرحلة، هذا التغيير سيكون بمنأى عن نتاج النزال. إن مساء الجمعة هو قدر آخر لتراث جدة (الأهلي والاتحاد) فإما مفصل تاريخي يسجل (كأسا غالية) وإما مرحلة بناء تستشرف المستقبل أملا. أصادق زميلي (البكيري) لا حديث يعلو في ساعات العروس على النزال ولا سكة أخرى سوى شاطئ العروس، فهناك ترمى الأحزان ويسمع المنتصر صدى زغاريده. *** لقاء يعيده الزمن؛ ففي (مساء جمعة) منذ 30 عاما استوقفهم (صاحبهم) قبل نزولهم الملعب، قال لهم لا أستطيع أن أكتم السر أكثر من ذلك، تحدقت الأعين ما هو سرك ولماذا في هذه اللحظات تبوح به، قال لهم ستلعبون يا رفاق وسينفض كل لسامره، أما أنا فسهرتي مساء (عمر) إنها ليله زواجي، فهم (الرجال) المعني قالوا له الكأس هديتنا في ليلة فرحتك، سيكون للمعازيم نصيب وموعد في تقبيل الكأس قبل تقبيلك، سيكون إلى جوارك، في تلك الليلة كانت أول زغرودة في حفل زواج الأمير خالد بن عبدالله من (إبراهيم مريكي) يرحمه الله، هل حكى الأمير لنجله تفاصيل تلك الليلة، وهل نقلها النجل لأصحابه من يقول إن التاريخ لا يشبه بعضه ولا يتكرر حتى لو نثر الزمن تجاعيده فليس بقارئ. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة