جاءت عودة خادم الحرمين الشريفين لتعيد البسمة والتفاؤل لكافة أبنائه وبناته، فعودته للوطن سالما معافى كان هو الأمل المنشود. وتجسيدا للمحبة الصادقة التي يكنها لأبنائه في الوطن الغالي توج هذا الشعور الوجداني بقراراته التي ستسعد الملايين من المواطنين ومن أهمها؛ زيادة مخصصات صندوق التنمية العقارية، وبدء آلية استقبال طلبات المواطنات والمواطنين. هذا الدعم الكبير للصندوق سيؤدي إلى حراك اقتصادي هائل، وستستفيد منه شرائح كبيرة مثل شركات الأسمنت ومؤسسات وشركات المقاولات، بالإضافة إلى خلق المزيد من فرص العمل واستيعاب طاقة بشرية كبيرة ستتحقق من ورائها مكاسب اقتصادية، اكتساب الشباب من حديثي التخرج خبرات ميدانية ستضيف إليهم قيمة مضافة للمستقبل الوظيفي. ومن أجل تحقيق الاستفادة المثلى لذلك الدعم السخي من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، وبأوامر كريمة منهم بتسهيل إجراءات استقبال طلبات المستفيدين من هذه المزايا، وجهت وزارة المالية الجهات المعنية مثل صندوق التنمية العقارية وبنك التسليف بتفعيل وتحديث المواقع الإلكترونية من أجل تيسير الحصول على تلك المزايا، كذلك أوضحت وزارة العمل أسس توطين الوظائف وتخفيف معدلات البطالة، ووضع الآليات الفعالة التي تتماثل أيضا في آلية استقبال الطلبات عبر المواقع الإلكترونية المخصصة لذلك، بما فيها طلبات معونة البطالة، التي ستصرف من صندوق الموارد البشرية لهذا العام، ومن ثم تصبح سياسة ثابتة لتقديم طلبات الإعانة، قل أن نجدها في دول من الشرق الأوسط أو خارج منظومة دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة. وما تناولناه ليس إلا غيضا من فيض سيؤدي مع الوقت إلى تخفيف حدة البطالة وسنصل خلال فترة وجيزة إلى معدلات مثالية، ربما تقل عن خمسة في المائة خلال السنوات الثلاث المقبلة، هذا إلى جانب زيادة الجهود الفعالة لمكافحة مشكلة الفقر. هذه الأوضاع التي تحدثنا عنها إن لم يصاحبها تعاون بناء وتكاتف من أبناء الوطن والابتعاد عن الأصوات المغرضة التي تريد الإساءة لوطننا الحبيب وولاة أمرنا وتقيض استقرارنا فإن المواطن، وبالذات من ينتظرون من أبنائنا وبناتنا فرص العمل والإنتاج والإبداع، هم من سيعانون بالدرجة الأولى ولن يستثنى أحد من المواطنين من تلك المعاناة. إن القضية ليست في مشاهدة ما يحدث من حولنا ومحاولة إسقاطه عشوائيا على أوضاعنا، بل إنها لا بد أن تشعرنا جميعا بما أنعم الله علينا من نعم وافرة ومحبة مخلصة متبادلة بين ولاة الأمر وأبنائهم في الوطن، سواء من المواطنين أو المقيمين. فلا نقول إلا اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا واحفظ لنا دنيانا التي فيها معاشنا، واحفظ لنا آخرتنا التي إليها معادنا، اللهم احفظ ولاة أمرنا ووطننا من كيد الكائدين.