استحضر الرعيل الأول من رواد التعليم والفكر والثقافة في المنطقة الشرقية ومختلف مناطق المملكة في لقائهم السنوي البارحة الأولى أبرز محطات التاريخ الوطني والعطاء الذي بزغ فجره منذ أن كانوا طلبة على مقاعد التعليم من حلق الكتاتيب وبيوت العلم المشهورة في مناطق المملكة وخصوصا مدينة الأحساء ومدرستها الهفوف الابتدائية، ثم كيف انتقلوا إلى العمل في مدارس نظامية وأسهموا في تخريج جيل من الوزراء ورجال العلم والثقافة ورجال الأعمال. سمة اللقاء كان جميلا كونه يحمل في ثناياه عبقا من الماضي الجميل لهؤلاء المعلمين الذي قد بلغت أعمارهم فيما يربو عن ال90 عاما ورغم هذا حضروا لهذا اللقاء من مدن عديدة وهم يتكئون على عصا تعينهم في المسير. المشهد من أوله رصدته كاميرا «عكاظ» وهم يقبلون على مقر الملتقى في مدينة الدمام جماعات وفرادى تعتلي محياهم سمة الوقار والمهابة فكان اللقاء بداية بآيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة الرعيل الأول ألقاها فهد عبدالله الحواس التي تناولت الامتداد لهذه اللقاءات التي تتجدد باستمرار حاملة معها الوفاء والعرفان لجيل حمل على أكتافه مسؤولية التنوير والمعرفة، ونوهت الكلمة إلى الاحتفال بسلامة خادم الحرمين الشريفين وعودته سالما معافى من رحلته العلاجية، حيث عادت بالسعادة على كافة الشعب السعودي. مواقف حوارية أعقب ذلك فقرة شعرية حول المناسبة بالفصحى للشاعر عبدالله بوهاشم، تلتها فقرة للشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع الذي عطر المسامع وأضحك القاعة بمواقف كتابية وحوارية جرت بينه وبين الراحل الدكتور غازي القصيبي متناولا العلاقة الطويلة التي جمعته بالقصيبي والتي بدأت وهما في الصف الأول ثانوي وامتدت لأكثر من 50 عاما. طرائف وقصص ثم تناول في جانب آخر طرائف من قصص الفترة الجامعية بينه وبين الدكتور غازي بعد أن فرق الدكتور بين الطلبة وجلوسهما آخر الصف الجامعي وقصائد الهجاء المتبادلة بينهما وسرقة محاضرات الطلبة والاطلاع على ما يكتب بها. ومن أطرف الحكايات التي تطرق إليها لحية الدكتور غازي القصيبي عندما زاره عدد من شعراء البحرين في السفارة السعودية لتهنئته باليوم الوطني، وكانت له لحية قصيرة، حيث أشار أنه عندما سأل القصيبي عنها قال (لا بد للشاعر من لحية تنبئ عن عمر قد بلغ ال50 وتظهر للناس بأن الهوى قد ذهب). تكريم الرواد بعدها جاءت فقرة إنشادية لعقيل بن ناصر العقيل، وتلتها قصيدة أخرى للشاعر عبدالله الحواس، أعقبها شرح لعبد اللطيف المقرن حول الموقع الإلكتروني الخاص بالرعيل الأول والذي أسس هذا العام للتواصل بين الجميع وتبادل الاقتراحات. ثم ختم الحفل بفقرة التكريم، حيث كرم مجموعة من الرعيل بينهم الدكتور محمد عبداللطيف الملحم وحمد النعيم ومحمد على النحاس وعبدالعزيز التركي وغيرهم، كما كرم مديرا التعليم في المنطقة الشرقيةوالأحساء الدكتور عبدالرحمن المديرس وأحمد بالغتيم، ومجموعة من الطلاب المتفوقين في الأحساء والمنطقة الشرقية.