عطر الشاعر البحريني عبد الرحمن الرفيع في ديوانية أرامكو الثقافية في الظهران مسامع الحاضرين وأضحكهم بمواقف كتابية وحوارية جرت بينه وبين الراحل الدكتور غازي القصيبي، متناولا العلاقة الطويلة التي جمعته بالقصيبي والتي بدأت وهما في الصف الأول ثانوي وامتدت لأكثر من 50 سنة وألقى أحب القصائد إلى قلب الدكتور غازي والتي يقوم بتقبيله كلما سمعها. ثم تناول في جانب آخر طرائف من قصص الفترة الجامعية بينه وبين الدكتور غازي بعد أن فرق الدكتور بين الطلبة وجلوسهما آخر الصف الجامعي وقصائد الهجاء المتبادلة بينهما وسرقة محاضرات الطلبة والاطلاع على ما يكتب فيها. ومن أطرف الحكايات التي تطرق إليها لحية الدكتور غازي القصيبي عندما زاره عدد من شعراء البحرين في سفارة السعودية لتهنئته باليوم الوطني للسعودية وكان له لحية قصيرة حيث أشار أنه عندما سأل القصيبي عنها قال: «لابد للشاعر من لحية تنبئ عن عمر قد بلغ الخمسين وتظهر للناس بأن الهوى قد ذهب». ثم قال لقد رد عليه الدكتور غازي رحمه الله قائلا أفلس شعراء البحرين فلم يعد لديهم موضوع سوى لحيتي ليكتبوا فيها. وفي ليلة من أروع الليالي في برنامج رمضان أرامكو السعودية 2011 وبحضور جماهيري كبير من الرجال والنساء أحيا الشاعر الكبير عبدالرحمن رفيع في أمسية شعرية حملت عنوان «عبدالرحمن رفيع في الديوانية» وقد أدار الأمسية الأستاذ محمد العصيمي. بعد أن صعد الشاعر إلى المنصة صعدت معه ابتسامات وتصفيق الجمهور الكبير الذي حضر وهو كذلك لم يبخل فرد التحية بمجموعة قصائد جديدة وقديمة خاصة تلك القصائد التي طالب بها الجمهور. كانت البداية مع قصيدة «جسر الملك فهد» التي أسمعها الجمهور الكبير والتي كان محورها العلاقة الكبيرة والتاريخية ما بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وأن ما يربط البلدين ليس جسرا بل أكثر من جسر، فهناك جسر العادات والتقاليد والدين والدم والروابط الاجتماعية والإنسانية وجسور الحب، وحتى الماء والرطب، فرد عليه الجمهور بالتصفيق القوي والحار والمتكرر. وألح الجمهور في سماع قصيدة البنات فلم يتردد الشاعر في قراءتها أمام ضحكات الجمهور الذي كان يزداد عدده كل دقيقة مما اضطره إلى إعادة القراءة ثانية وختم الأمسية بمجموعة من القصائد منها قصيدة «الاحتمالات»، «الزوج البخيل»، «لها ضحك الورود» ومجموعة من القصائد القصيرة، ورغم مرور أكثر من ساعتين لم يحس الجمهور بالوقت أو بالملل بل كان دائما يكرر هل من مزيد بعد كل قصيدة.