أحيا الشاعر البحريني عبدالرحمن رفيع أخيراً أمسية شعرية، عن «رفيق الدرب الراحل» الدكتور غازي القصيبي، في تحلية الخبر، بحضور لفيف من الأدباء والنقّاد. وبدأ الشاعر البحريني بقصيدة «جسر الملك فهد»، لاقت استحسان وقبول الجميع عن العلاقة الأزلية بين المملكة والبحرين لافتاً إلى أن العلاقة الوطيدة بين السعودية والبحرين لا يجمعهما جسر واحد بل جسور من روابط الأواصر الاجتماعية والأسرية والإخاء والدين والدم والعادات والتقاليد. وتناول الشاعر العلاقة الطويلة التي جمعته بالدكتور غازي القصيبي، والتي بدأت وهما في الصف الأول ثانوي وامتدت لأكثر من 50 سنة، وألقى أحب القصائد إلى قلب الدكتور غازي، والتي يقوم بتقبيله كل ما سمعها، بحسب روايته، وفيها يقول: «إن غازي. كينونة هو وحده صنوه لم يكن، وهيهات بعده وكتاب لاتسألن عن مداه فمداه لم يبلغ الناس حده شيم العبقري تسكن فيه وجدته لها ملاذاً وعده شاعر كتاب فنون بديع». وألقى قصيدة رثائية بغازي القصيبي، قال فيها: «من للمحافل والقلم، ذهب الفتى الفذ العلم. مساء أصبح خالياً قد غاب فيه ثم تم. لا لم يمت أبا سهيل سيظل مصباح الظلم سيظل سفراً عامراً بالعلم يزهو والشمم. باقي على مر القرون هذا الشهم والنغم. وراوية فواحة. غازي سيبقى قطعة مني وفي اللحم ودم». وتذكر الشاعر البحريني طرائف من قصص الفترة الجامعية بينه وبين الدكتور غازي، بعد أن فرق الدكتور بين الطلبة وجلوسهما آخر الصف الجامعي وقصائد الهجاء المتبادلة بينهما وسرقة محاضرات الطلبة والاطلاع على ما يكتب بها. ومن أطرف الحكايات التي تطرق إليها لحية القصيبي، عندما زاره عدد من شعراء البحرين في سفارة السعودية لتهنئته باليوم الوطني للسعودية، وكان له لحية قصيرة فكتبوا قصائد رثاء فيها، فقال: «ما رأينا قبل هذا لحية عاشت قليلاً، مثلما لحية غازي لم تدم عمراً طويلاً، ولدت ذات صباح واختفت أنّ اصيلا، لحية ويح الليالي لم تر العيش الجميلا، ما سعى مشط انيق في ثناياه مهيلا، لا ولا شمت بخورا والتوت عطراً اصيلاً، لو على اللحية يبكى لبكيناها طويلاً، قتلت من غير ذنب رحم الله القتيلا» فرد عليه الدكتور غازي رحمه الله قائلاً: «أفلسوا شعراء البحرين، فلم يعد لديهم موضوع سوى لحيتي ليكتبوا فيها».