كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في عددها أمس أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استشار سرا رئيس الوزراء الأسبق توني بلير بشأن الأزمة في ليبيا رغم انتقاده علنا لصلاته مع العقيد معمر القذافي. وقالت الصحيفة إن مسؤولين بريطانيين بارزين أكدوا بأن كاميرون أجرى محادثات مرتين على الأقل خلال الأسبوع الماضيين مع بلير، الذي يشغل حاليا منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، حول الحالة العقلية للقذافي وسبل إقناعه بالتنحي. وكان كاميرون انتقد الصلات التي يقيمها بلير ووزراء سابقون في حكومته مع ليبيا، وأبلغ نواب مجلس العموم (البرلمان) أن وزير الأعمال السابق اللورد ماندلسون، وزيرة الدولة السابقة لشؤون الشرق الأوسط البارونة سيمونز، ووزير الدولة السابق لشؤون الدفاع آدم أنغرام، يجب أن يحيلوا أنفسهم إلى اللجنة الاستشارية المستقلة بشأن تعيينات الأعمال، والتي تدقق في الوظائف التي يحصل عليها الوزراء السابقون. وأضافت الصحيفة أن اللورد ماندلسون التقى سيف الإسلام نجل العقيد القذافي مرتين، فيما استقالت البارونة سيمونز من منصبها كمستشارة للمجلس الوطني الليبي للتنمية الاقتصادية، ويعمل أنغرام في شركة دفاع سعت للحصول على عقود في ليبيا. وندد كاميرون بما وصفها ب «عقود المراوغة المروعة» بين حكومة حزب العمال ونظام القذافي، والتي قادت إلى إخلاء سبيل عبدالباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة لوكربي. وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون تحادث مع بلير قبل قيامه بجولة في منطقة الشرق الأوسط زار خلالها مصر وطلب مشورته عن القادة العرب، كما تشاور مع بلير أيضا بعد أن تحدث إلى القذافي مرتين الجمعة الماضية.