أجرى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ اتصالاً هاتفياً باللواء عبدالفتاح يونس العبيدي في بنغازي، ناقشا خلاله الأوضاع على الأرض في ليبيا وتأثيرها على المواطنين وتوفير مساعدات إنسانية إليها. وقالت وزارة الخارجية البريطانية امس إن اللواء العبيدي سأل هيغ عن خطط فرض منطقة حظر جوي فأجابه أن المملكة المتحدة "يساورها قلق عميق بسبب العنف وأنها بصدد وضع خطط طوارئ لمواجهة كافة الاحتمالات، بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي بالتعاون مع حلفائها". ويُعتبر الواء العبيدي أبرز شخصية عسكرية في المعارضة الليبية التي تسيطر على مدينة بنغازي بعد استقالته من منصبه كوزير للداخلية. واضافت الوزارة أن المكالمة الهاتفية مع العبيدي "تشكل جزءا من جهود الحكومة البريطانية للاتصال بشخصيات من المعارضة الليبية، ويدير هذه الجهود السفير البريطاني لدى طرابلس ومساعدوه في السفارة، وجميعهم متواجدون حالياً بوزارة الخارجية في لندن". وكان هيغ اعلن بأن فرض منطقة حظر للطيران العسكري في ليبيا "سيمضي قدماً حتى لو لم يكن هناك اتفاق حول هذا الاجراء في الأممالمتحدة". الى ذلك كشفت صحيفة ديلي ميل امس أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اجرى استشار سراً رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير بشأن الأزمة في ليبيا رغم انتقاده علناً لصلاته مع العقيد معمر القذافي. وقالت الصحيفة إن مسؤولين بريطانيين بارزين اكدوا بأن كاميرون اجرى محادثات مرتين على الاقل خلال الأسبوع الماضيين مع بلير، الذي يشغل حالياً منصب مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، حول الحالة العقلية للقذافي وسبل اقناعه بالتنحي. وكان كاميرون انتقد الصلات التي يقيمها بلير ووزراء سابقين في حكومته مع ليبيا، وابلغ نواب مجلس العموم (البرلمان) أن اللورد ماندلسون وزير الأعمال السابق والبارونة سيمونز وزيرة الدولة السابقة لشؤون الشرق الأوسط وآدم انغرام وزير الدولة السابق لشؤون الدفاع، يجب أن يحيلوا أنفسهم إلى اللجنة الاستشارية المستقلة بشأن تعيينات الأعمال، والتي تدقق في الوظائف التي يحصل عليها الوزراء السابقون. واضافت الصحيفة أن اللورد ماندلسون التقى سيف الاسلام نجل العقيد القذافي مرتين، فيما استقالت البارونة سيمونز من منصبها كمستشارة للمجلس الوطني الليبي للتنمية الاقتصادية، ويعمل انغرام في شركة دفاع سعت للحصول على عقود في ليبيا. وندد كاميرون بما وصفها ب"عقود المراوغة المروعة" بين حكومة حزب العمال ونظام القذافي، والتي قادت إلى اخلاء سبيل عبد الباسط المقرحي المدان بتفجير طائرة لوكربي. واشارت الصحيفة إلى أن كاميرون تحادث مع بلير قبل قيامه بجولة في منطقة الشرق الأوسط زار خلالها مصر وعدداً من دول الخليج العربية وطلب مشورته عن القادة العرب، كما تشاور مع بلير أيضاً بعد أن تحدث إلى القذافي مرتين يوم الجمعة الماضي. ونسبت الصحيفة إلى مصدر وصفته بالبارز في الحكومة البريطانية قوله "إن كاميرون لم يستعمل بلير كقناة للوصول إلى القذافي، بل لاستخدام دماغه". وقالت إن رئيس الوزراء البريطاني كاميرون "عقد أيضاً سلسلة من اللقاءات السرية مع أكاديميين وخبراء ليبيين بأمل العثور على طريق للمضي قدماً في تضييق الخناق على نظام القذافي".