• أحزنني أن يلجأ بعض الزملاء، وسط التراشق الإعلامي المحموم بينهم والمصبوغ بلون الأندية، إلى نبش قبور الموتى والزج بهم في حروب طارئة وصغيرة. لقد صدمت وأنا أرى مقطعا من مقابلة قديمة مع الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود، يعاد تداوله في توظيف غير مقبول لرأي قاله المرحوم في أحد الإعلاميين في ظروف وسياقات معينة، وأرجو أن يكون واضحا أنني هنا لا أدافع عن أحد، كما أنني لست ضد أحد، ولكني ضد الزج بالأمير الراحل بما له من مكانة خاصة في قلوب الجميع في صراعات هو غائب عنها، وربما لو كان الفقيد اليوم حيا يرزق بيننا لما قبل من أحد أن يقوم بالاستنجاد برأيه هذا، ولما سمح لأحد بتوظيفه بهذه الطريقة. إن للموتى حرمتهم ولا ينبغي إقحامهم في أي صراعات تدور اليوم على ساحتنا الرياضية، وقيام بعض الزملاء بالعودة إلى أرشيف لقاءات وتصريحات الأمير الراحل، وإقحامها عنوة في خلافاتهم ينطوي على إساءة بالغة لرجل أحبه الجميع، حتى أولئك الذين اختلفوا معه. وحتى أولئك الذين انتقدهم بقوة، وإذا كنا في الماضي استنكرنا واستهجنا مثل هذا العمل، عندما مارسه الإعلام المناهض للنصر، في سياق مختلف، فمن باب أولى أن نستهجنه ونستنكره عندما يتورط به إعلام محسوب على نادي النصر، يفترض به أن يكون أول من يحفظ لرموز النصر الأموات مكانتهم وقيمتهم، وخصوصا الفقيد الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود، فهذا الرجل يجب أن يكون خطا أحمر لا يقترب منه أحد بشكل لا يليق بما لهذا الرجل من مكانة وقيمة في تاريخنا الرياضي. • لا أفهم لماذا هذه الغضبة (المضرية) على الصربي ميلوفان، هل لأنه فضل العمل في دولة خليجية على استمرار العمل في بلادنا، فتذرع بأعذار غير صحيحة لأنه خجل أن يقولها صراحة لنا؟ ألا يدعونا هذا بدلا من لوم ميلوفان إلى أن نلوم أنفسنا، وأن نعترف أننا لم نعد الوجهة المفضلة لكثير من المدربين واللاعبين الأجانب، بسبب تراكمات من الأخطاء التي كنا نكررها بإصرار عجيب، حتى أصبح سجلنا في هذا المجال سببا في رفض الكثير من اللاعبين والمدربين للعروض التي تصلهم من المملكة، وتفضيلهم لدول أخرى، وأحيانا تكون سببا في أن يغالي هؤلاء في أجورهم، وكأنما يريدون تحميلنا ضريبة لقبولهم العمل في بلادنا. لنكن صرحاء مع أنفسنا، فقد أسأنا معاملة الكثير من المدربين واللاعبين، سواء أثناء فترة عملهم أو عند إنهاء أو انتهاء عقودهم، فخرجوا بمرارات جعلت بعضهم ينصح آخرين بعدم قبول عروض العمل في المنتخبات والأندية السعودية، لن أضرب أمثلة على هذه الأخطاء، فهي معروفة للجميع، فقط أتمنى أن نراجع أنفسنا، وأن نحسن من سمعتنا في الساحة الكروية الدولية. • عندما لامست نيران قرارات اللجان ثيابهم صرخوا، ولطموا، وشقوا جيوبهم، وضجت آلتهم الإعلامية لتملأ الدنيا بكاء وعويلا، وهم الذين كانوا في الماضي يلومون النصراويين على صيحاتهم، رغم أن النصراويين لم يرفعوا صوتهم إلا بعد أن أتت النيران على كامل ثيابهم ولامست أجسادهم، هل قلت لامست؟ إنها يا سادة شوت أجسادهم، أجل شوت أجسادهم، حتى أصبحت رائحة الشواء علامتهم الفارقة. إنها باختصار الكأس المرة التي ظل النصر لسنوات طويلة يتجرعها لوحده، أليس من العدل والمساواة أن تشاركوه في تذوق مرارتها؟ [email protected]