رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي طبع خطابه الإعلامي منذ تسلمه رئاسة النادي بنفحات إيمانية، مكثرا من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لا أظنه كان يتوقع أن ينتهي به المطاف مشغولا بقضية صليب رادوي، مدافعا تارة، ومبررا طورا، ومهادنا أحيانا، ولولا أنه نجح في قيادة فريقه لتحقيق بطولتي كأس ولي العهد والدوري لربما وجد نفسه الآن في مواجهة صعبة مع أخطائه وخسائره خصوصا ذات الطابع الشخصي والإعلامي، بالمناسبة لاحظت خلال الموسم أن رئيس الهلال اضطر مرات كثيرة لإعادة تصحيح وتوضيح وتصويب تصريحاته، ولست أدري هل كانت المشكلة لدى سموه، أم أنها في الإعلام الذي لا يستوعب جيدا ما يقوله، وبالتالي ينقل تصريحاته بطريقة خاطئة؟ الذي أدريه أن مخيلة الشاعر التي تدخلت في صياغة الكثير من تصريحات وأحاديث الأمير عبد الرحمن بن مساعد لم تنجح كثيرا في إيصال الرسالة لوسط رياضي تعود على لغة خطاب مباشرة وتقليدية، مما أوقع الأمير في انزلاقات لغوية مربكة، ولكن لأن الانتصارات والإنجازات تخفي بوهجها وبريقها الأخطاء فسينسى الجمهور كل شيء، وسيتذكر أن في عهد إدارة بن مساعد حقق الهلال الدوري والكأس معا، وقد يضيف لهما إنجازا ثالثا. فالمثل الشعبي يقول: (القدر ما يركب إلا على ثلاث). وفي المقابل لم يكن رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي أفضل حالا من رئيس الهلال في حضوره الإعلامي الذي طغى عليه الانفعال منذ البداية، مما سبب معارك إعلامية لا معنى ولا مبرر لها، فوق أن فريقه الكروي انتهى بفشل ذريع، كنتيجة طبيعية للفشل في التعاقدات مع المدربين واللاعبين غير السعوديين، والذي كلف الخزينة النصراوية عشرات الملايين، ومثلها من الديون. وأتذكر جيدا أنني حذرت قبل بداية الموسم من إصرار رئيس النصر على رفع سقف توقعات جماهير النادي، ودغدغة أحلامهم بالبطولات دون أن يمتلك النصر كامل أدواتها، ولكن الأمير فيصل بن تركي لم يلاحظ أنه يقود كيانا يحمل على ظهره إرثا ثقيلا من الحرمان والأحلام، وراح يعد الجماهير ببطولات لم يكن يراها أحد سواه، حتى ارتطم هذا الجمهور بجدار الحقيقة. الشيء الجيد واللافت أخيرا أن رئيس النصر تواضع قليلا، فبعد أن كان يقول متحديا (قاعد على قلوبهم) 10 سنين، قدم تخفيضا كبيرا لجمهور النادي وقال الأسبوع الماضي إنه لن يترك النصر قبل أن يكمل فترته الرئاسية الحالية. ولأن المساحة انتهت سأكمل الأحد القادم ببقية أعضاء (نادي الرؤساء الفاشلين). بوصلة: غياب الفقيد الراحل عبدالرحمن بن سعود عن النصر، والإبعاد القسري للداهية منصور البلوي عن الاتحاد، وعزوف رجالات الأهلي الكبار عن النادي مهد الطريق لهيمنة الإمبراطورية الهلالية على مشهدنا الكروي. [email protected]