واصل معارضو الرئيس اليمني تحشيدهم، واحتلت تظاهرة ضخمة دعت إليها المعارضة اليمنية وسط صنعاء أمس مطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، وحشد مؤيدوه اتباعهم في تظاهرة مقابلة. وتوافدت قوافل من الجانبين على العاصمة صنعاء فيما يبدو أكبر تحشيد منذ بدء الاحتجاجات. وفي تصريحات صحافية أمس، اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إسرائيل والولايات المتحدة بإدارة موجة الاحتجاجات التي تعم العالم العربي. وقال صالح، بينما كانت المعارضة تنظم تظاهرة ضخمة مطالبة برحيله في وسط صنعاء، إن الأحداث «من تونس إلى سلطنة عمان تدار من تل أبيب وتحت إشراف واشنطن». وجدد صالح دعوته المعارضة لاستئناف الحوار والمشاركة في حكومة وحدة وطنية، مشددا على أنه «لا حل إلا بالحوار وبصندوق الاقتراع». وواصلت المعارضة رفضها لدعوات صالح للمشاركة في حكومة وحدة وطنية شاملة وتجمع مؤيدوها في وسط العاصمة اليمنية أمام مبنى جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف، فيما غصت الشوارع الموازية بالمحتجين فيما أطلق عليه «يوم الغضب». وردد المتظاهرون شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» و «الشعب يريد رحيل علي عبدالله صالح» الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما. في غضون ذلك، أبدى علماء دين تأييدهم للمسيرات السلمية المناهضة للنظام في اليمن، حيث اعتبر رئيس جامعة الإيمان أحد أبرز علماء اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني في حديثه للمحتجين أمام جامعة صنعاء أن الاعتصامات صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأكد الزنداني أن الاعتصامات شيء دستوري وقانوني، ونصح المعتصمين بالحفاظ على الطابع السلمي، داعيا الأجهزة الأمنية لحمايتهم. وأشار إلى أن لا شرعية لحاكم لا يرتضيه شعبه، وأن الشعب هو صاحب الحق في اختيار حكامه ونوابه. جاء ذلك بعد ساعات من لقائهم بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي طالبهم بنصح المحتجين إلى إيقاف احتجاجاتهم والعودة إلى الحوار. وفي السياق ذاته، أوضح مصدر مطلع أن ثلاثة جرحى أصيبوا أثناء مشاركتهم في مسيرة بمحافظة عمران معقل قبائل أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الذي أعلنت تأييدهم للمحتجين وانضمامهم إليهم. وكان المعارض اليمني الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قال في تصريح خاص ل «بي بي سي» إن هذا العرض جاء متأخرا ولا يتناسب مع الواقع الحالي في اليمن؛ لأن الشارع سبق هذا الإعلان وأعلن مطالبه بوضوح في ظل غياب إجراءات عملية من الرئيس لنقل السلطة سلميا. وكشف المتوكل عن أن الأوروبيين الذين التقوا الرئيس والمعارضة أبلغوا المعارضة بأن الرئيس وافق مبديا على اتخاذ خطوات عملية تمهد لنقل السلطة سلميا وديموقراطيا في البلاد، إلا أنه لم يتخذ قرارات عملية بهذا الشأن.