أكدت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في تحالف «اللقاء المشترك» أنها توصلت إلى اتفاق مع لجنة من علماء اليمن برئاسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني كان الرئيس علي عبدالله صالح استعان بها لإقناع المعارضة بالعودة إلى طاولة الحوار مع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم للخروج بالبلد من الأزمة الراهنة، في ضوء تعهده بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة وعدم توريث ابنه الحكم وتنفيذ إصلاحات دستورية وسياسية. وفي واشنطن، قال بيان رسمي ان الرئيس علي صالح اتصل امس بمستشار البيت الابيض لمكافحة الارهاب جون برينان «لينقل أسفه بشأن سوء الفهم المتصل بتصريحاته العلنية بأن اسرائيل والولايات المتحدة تقومان بأنشطة لزعزعة الاستقرار في الدول العربية»، وليؤكد انه ملتزم تماما بالاصلاح السياسي. وقال رئيس المجلس الأعلى لأحزاب «اللقاء المشترك» الدكتور محمد عبدالملك المتوكل للصحافيين أمس إن «الاتفاق الذي جرى مع العلماء والمشايخ باعتبارهم أصحاب قضية وطنية، وليس كرسُل أو وسطاء، مكون من خمس نقاط تنفيذية لانتقال السلطة سلمياً في البلاد خلال عام». وأكد المتوكل في تصريحاته أن نقاط الاتفاق مع العلماء والمشايخ تتمثل في ضمان حرية التظاهر والاعتصام لجميع اليمنيين في شكل سلمي، وتشكيل لجنة تحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم للمحاكمة، وتعويض أسر الشهداء (قتلى التظاهرات والاحتجاجات الأخيرة)، ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة، إضافة إلى الانتقال السلمي والسلس للسلطة طبقاً لما التزم به الرئيس صالح من عدم التمديد والتوريث، وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة ووضع برنامج زمني لتنفيذ الخطوات الضرورية بما لا يتعدى نهاية العام الحالي». وأضاف المتوكل بأن البند الخامس من اتفاق «المشترك» مع العلماء والمشايخ هو التواصل مع جميع القوى وأطراف العملية السياسية في الداخل والخارج من دون استثناء لاستكمال النقاش. ولم يصدر أي تأكيد لتصريحات المتوكل أو أي نفي لها من جانب الجهات الحكومية. ويأتي هذا التطور في وقت يستمر ضغط الشارع المطالب برحيل الرئيس اليمني مع استمرار اعتصام الآلاف في صنعاء وتعز وعدن. وأصيب 17 شخصاً بجروح في مواجهات بين متظاهرين معارضين ومؤيدين للرئيس في منطقة الحديدة (غرب). وبعد انضمام أنصار التمرد «الحوثي» في الشمال إلى التظاهرات، دعا الرجل الثاني في قيادة «الحراك الجنوبي» عبدالله حسن الناخبي أمس مناصريه إلى الالتحام بالتظاهرات، مقدماً بذلك مطلب إسقاط النظام على مطلب الانفصال عن الشمال. وقال الناخبي لوكالة «فرانس برس» انه «يجب على أنصار الحراك الالتحام بالتظاهرات المطالبة بإسقاط النظام وعدم رفع الشعارات التي تدعو إلى فك الارتباط، كون النظام سيجد مبرراً لتحريك القوات المسلحة لقمعها». وأضاف «أن الظروف تتطلب منا الآن عدم رفع العلم الجنوبي والانضمام إلى ثورة الشباب في عدن وحضرموت» في جنوب البلاد. من جهة ثانية قتل شخصان في اشتباك مع الشرطة في لحج عندما حاول مسلحون الاستيلاء على شقق سكنية مدعومة من الدولة في مشروع لم يكتمل بعد. وأصيب شرطيان في الحادث.