جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح العرض الذي تقدم به منذ أسبوعين للحوار مع المعارضة ، لكنه رفض التنحي عن السلطة إلا عن طريق صناديق الاقتراع ، وقال في مؤتمر صحفي أمس " يطالبونني أن أرحل وإذا أرادوني أن أرحل فلن أرحل إلا عن طريق صناديق الاقتراع" . وأضاف أن ما يحدث في اليمن اليوم هو محاكاة لما حدث في كل من مصر وتونس ، مشبهاً ذلك بالعدوى التي تنشرها الأنفلونزا ، مشيراً إلى أن المعارضة ترفض كل تنازل يقدم لها، لأنه كلما قدم لها تنازلات جديدة رفعت سقفها من المطالب. وفيما كان صالح يعقد مؤتمره الصحفي كان علماء اليمن يعقدون مؤتمراً مشابها أعلنوا فيه وقوفهم إلى جانب المتظاهرين ، حيث حرموا الاعتداءات التي يتعرضون لها، وطالب رئيس هيئة علماء اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني ضرورة احترام حق المواطنين في التعبير عن مطالبهم من خلال المظاهرات والمسيرات السلمية، مؤكدا ضرورة ملاحقة من قام بالاعتداء بالضرب أو إطلاق الرصاص على المتظاهرين سلميا ، كما اعتبر أن " ممارسة تلك الأعمال بحق المتظاهرين سلميا جريمة متعمدة لا تسقط بالتقادم " . وتزامنت هذه التحركات السياسية مع تحركات ميدانية، حيث انضم المتمردون الحوثيون إلى قائمة المطالبين بإسقاط النظام ، حيث احتشد عشرات الآلاف يوم أمس في مسيرات في منطقة ضحيان بمحافظة صعدة. واعتبر عبدالملك الحوثي أن "خروج المواطنين للتظاهر في كافة المحافظات تحت شعار واحد وهدف واحد يتمثل في المطالبة بالتغيير سيحرر الشعب اليمني من الهيمنة والظلم وسيعزز من دور الشعب في صناعة مستقبله وتحمل مسؤوليته". وتواصلت الاحتجاجات في معظم مناطق البلاد ، حيث قتل شخصان وجرح خمسة آخرون في مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين في منطقة خورمكسر والتواهي بمدينة عدن ، ليرتفع عدد قتلى المواجهات الأخيرة في عدن وحدها إلى 11، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، وقالت مصادر محلية بالمدينة إن المحتجين بدؤوا بتنظيم اعتصامات في عدد من المناطق ، أبرزها المنصورة والشيخ عثمان والتواهي وخورمكسر . وفي لحج ( جنوب ) سيّر المئات من المشاركين تظاهرة مناوئة للحكم في مدينة الحوطة قبل أن ينظموا اعتصاما مفتوحا وسط محطة الحافلات بعد أن قاموا بإخراج الحافلات منها واحتلال مساحتها، وكان المتظاهرون قد جابوا الشارع العام بالحوطة ورددوا هتافات مناوئة للحكومة، وراقبت قوات الأمن المسيرة دون أن تتدخل لقمعها. وفيما واصل الآلاف من المعتصمين أمام ساحة جامعة صنعاء اعتصامهم وباتوا لأول مرة في الساحة بعد أن أحكموا قبضتهم على الساحة، استخدم النظام في عدن، العشرات من البلطيجة على ظهور جمال وخيول قادمين من محافظة الحديدة ، للبدء بمصادمات مع المتظاهرين المطالبين برحيل صالح.