زغرودة الوطن تنطلق في حناجر الصبايا، وأناشيد الصغار تردد في كل بيت، وضحكة جذلى على كل محيا، توشحت الشوارع والميادين بالاخضرار، وتعطرت الرياض بالبخور، وتلألأت ساحاته بهالة مبهرة من النور، استحال الوطن كله ساحة فرح يتراقص كل أبنائه شيوخا ونساء وأطفالا ويرفعون الصوت بالعرضة السعودية: نحمد الله جت على ما اتمنى، نحمد اللي رد أبو متعب علينا، والله إن الهم فينا ما تركنا، لين نشرب شوفتك عين اليقينا، لم لا يكون ذلك وأنت الأب الملك الإنسان الذي رسخت حب الوطن في القلوب؟، وارتبطت صورتك في أذهاننا بالملك المحب الذي يصغي لأرتال طويلة جدا من الناس الشاكين والمتظلمين وأصحاب الحاجات، تقربهم اليك وتصغي إليهم في تودد وحميمية، لما لا ونحن لم نسمع من كلماتك سوى (أبشروا) ؟، لم لا تطير قلوبا ترفرف توقا لتلاقيك في السماء قبل أن تهبط إلى أرض الوطن وأنت الذي أهديت لنا مكرمة العدل وأصلحت القضاء ؟، وقلت كلمتك الخالدة سأضرب بالعدل هامة الظلم، لم لا نتكدر وأنت في مشفاك بعيدا ونتوق للقياك وأنت من عرفت مملكتنا رقم الترليون في عهدك الميمون، وفاض الخير وتقهقر الفساد واندحر؟، لم لا تتشوف الأعين وتشرئب الأعناق تتلمس من أخبارك وأنباء عودتك، وأنت الذي أرسيت مبدأ الحوار داخليا وخارجيا؟، وأزلت ذلك الحاجز بين المواطن والمسؤول وأنزلت من يقطنون الأبراج العاجية ليجوبوا أرجاء الوطن يتلمسون احتياجات أبنائك. أهلا بك في قلب الوطن وقلوب المواطنين، وأهلا بالوطن في عينيك وفي قلبك، من عرف شعبك يعلم أنهم في قمة احتفالهم وفرحهم بعودتك، ومن يعرفك يعرف بأنك في ذروة فرحك وابتهاجك وأنت تحضن بلدك بعد طول غياب، مرحبا بالوطن في وجه أبي متعب، ومرحبا بأبي متعب في قلب الوطن والمواطنين. غانم محمد الحمر