فيما تستعد بلدية محافظة أملج لطرح مناقصة الطمر الصحي لمكب النفايات الواقع في منطقة النويصفة شرقي المحافظة، طالب أهالي قرية قصر عليثة (33 كيلو مترا شرقي أملج) بنقل موقع مكب النفايات، رافضين مشروع الطمر الصحي، ومبررين ذلك بالضرر الصحي والمعنوي الذي يعانونه بفعل انبعاث الروائح الكريهة وتطاير أدخنة حرق النفايات وتجمع الحشرات، الأمر الذي يشكل بيئة حاضنة للأوبئة والأمراض. وذكر المواطن حميد حميدان المحياوي (من سكان القرية) أنهم ضاقوا ذرعا بالروائح والأدخنة التي عكرت أجواء قريتهم، إضافة إلى الضرر الصحي والأخطار المحتملة التي تتربص بهم، مفيدا أن أهالي القرية سبق أن تقدموا بعدة شكاوى لجهات الاختصاص، وحضرت لجان مختصة بالصحة البيئية من الجهة المعنية وعاينوا الموقع إلا أنهم أقروا نظامية الموقع واستيفاءه للاشتراطات الصحية، معتمدين في قرارهم ذلك على المسافة بين القرية والمكب والتي قرروها بعشرة كيلو مترات. ولفت المحياوي إلى أن احتساب المسافة بين مكب النفايات والقرية عبر منحنيات وتعرجات الطريق بينهما طريقة غير دقيقة، «حيث إن الروائح الكريهة والأدخنة المتصاعدة لا تسلك نفس الطريق، وإنما تطير عبر الهواء باتجاه القرية مباشرة، لتصل أول منزل من ناحية الغرب بعد كيلو مترين فقط، وإلى أقصى منزل شرق القرية على مسافة ستة كيلو مترات عن الموقع». وأكد الأهالي أن معاناتهم لا تتوقف عند مكب النفايات، وإنما يزيدها استخدام الموقع نفسه مصبا لمياه الصرف الصحي المحمولة عبر الصهاريج من المحافظة، وأضاف المواطن عايد عبد المطلوب أنهم باتوا يخشون خطرا محتملا بتلوث الأجواء ومراعي مواشيهم التي يعتمدون عليها في مأكلهم وكسب رزقهم. والهموم ذاتها يحملها كل من صالح سلامة، مرزوق حميدان، مهنا صالح، وحسان عبد الله، مؤكدين أنه لا تكاد توجد عائلة في القرية لا يعاني أحد أفرادها مشكلات في التنفس أو الصداع أو الغثيان، وأضافوا أن مشروع الطمر الصحي مجرد دفن لبقايا النفايات بعد حرقها، «وهذا الأمر لا ينهي المشكلة»، لافتين إلى أن كثيرا منهم قرروا أن يهجروا القرية ويرحلوا عنها إذا لم يتم نقل الموقع حفاظا على صحة أبنائهم ومواشيهم. ويبدو أن بعضا من الأهالي فضلوا هجر قريتهم والرحيل على انتظار الفرج ونقل الموقع، حيث ذكر كل من عليان سليمان المحياوي، وسليم سالم المحياوي، أنهما وعددا من ساكني القرية اضطروا إلى حمل همومهم وأمتعتهم ورحلوا عن قريتهم إلى البلد أو قرى أخرى فرارا من الرائحة والأدخنة وانتشار الحشرات والحيوانات الضالة. من جهتها، اعترفت بلدية محافظة أملج على لسان مساعد الرئيس للخدمات سمير عبد الكريم الزهراني، بخطأ موقع مصب مياه الصرف الصحي، مؤكدا في الوقت نفسه على نقل المصب إلى أحواض الترسيب في محطة الصرف الصحي جنوبي المحافظة. وأوضح الزهراني أن لجنة مختصة أقرت موقع مكب النفايات هذا من الأساس، وفق الأنظمة والاشتراطات المعمول بها في هذا الشأن، وأضاف أن الأهالي رفعوا عدة شكاوى للوزارة لنقل الموقع وجرى إرسال لجنة مختصة بالصحة والبيئة، وأقرت بدورها نظامية الموقع ومراعاته الاشتراطات الصحية والبيئية، وأشار المساعد للخدمات إلى أن البلدية بصدد طرح مشروع الطمر الصحي بعد أن وافقت عليه الوزارة، مؤكدا على أن الطمر الصحي حل مثالي لمنع التلوث والمشكلات الأخرى وتنفذه شركات متخصصة، وأوضح أن الطمر هو مشروع معالجة للنفايات وإعادة تدويرها والاستفادة منها «وليس كما يعتقد بعض السكان».