تتحرى سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة عن حقيقة تعذيب 10 سجناء سعوديين في سجون مصر، ترددت أنباء وشكاوى عن تعرضهم للضرب المبرح واستخدام وسائل للتعذيب قبل نحو أسبوعين، أثناء الأحداث التي شهدتها مصر جراء الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالنظام. وأبلغ «عكاظ» المتحدث الرسمي في سفارة خادم الحرمين الشريفين ورئيس الشؤون الإعلامية، حسن بن محمد البحيري أن السفارة كثفت جهودها من أجل نقل السجناء إلى المملكة، والتواصل مع الجهات المعنية في الحكومة المصرية. وبين أن عدد السجناء القابعين في السجون المصرية 10 أشخاص موزعين على ثلاثة سجون منهم ثمانية في سجن القناطر في العاصمة القاهرة، وآخر في سجن الطور في سيناء، شمال شرقي مصر، وآخر لا زالت التحقيقات تجري معه في أحد أقسام الشرطة في العاصمة القاهرة. إعدام سعودي وأقر البحيري بوجود سعودي يواجه حكم الإعدام، ما يعرقل إتمام إجراءات نقله إلى المملكة، موضحا أنه مواطن قدم بحرا إلى ميناء نويبع المصري عن طريق ميناء العقبة الأردني، وتم القبض عليه بتهمة «تهريب المخدرات»، وتم سجنه قبل أن يصدر عليه حكم بالإعدام. وزاد «درست السفارة من خلال قسم شؤون الرعايا الحكم، ورأت أن الحكم الصادر في حق السجين تعسفي، حيث اعترضت على الحكم جملة وتفصيلا، ورفعت إلى النائب العام مذكرة رسمية تفيد أن الحكم فيه تعسف، وطالبت باستئنافه وعرضه على المحكمة من جديد، وأوكلت محاميا ومستشارا قانونيا لمتابعة ذلك». اختراق السجون من جهة أخرى، التقت «عكاظ» بسجناء سعوديين يقبعون خلف القضبان منذ 35 عاما، وحصلت على صور لمناطق متعددة داخل الغرف المخصصة للأجانب والسعوديين، تعكس سوء المعيشة. وروى ل «عكاظ» السجناء ما تعرضوا له يوم السبت قبل الماضي عندما بلغت الحركات الاحتجاجية بوابات السجون، واقتحامها لتحريرها وإخراج السجناء منها. وأضافوا «نقبع في سجن مخصص للأجانب، ولم يتم اقتحامه لإخراجنا، غير أن المحتجين تمكنوا من فتح بوابات الأقسام المخصصة للمصريين». في هذه الأثناء والحديث هنا للسجناء السعوديين دخل أفراد الأمن المركزي بعبارة «الشر يعم» وألقوا علينا بوابل من أدخنة طفايات الحريق، وما أن تعثرنا في الرؤية محاولين النجاة مما نحن فيه، إذ بالقنابل المسيلة للدموع تطلق في كل جانب في السجن، عندها تمنينا الموت ورأينا أنه أفضل لنا من الحياة. وبحسب السجناء فإن عددا من رجال الأمن دخلوا إلى السجن وفي أيديهم هراوات لردع السجناء الذين حاولوا الفرار، بدأ الضرب من الوجه والرأس وحتى القدمين، دون مراعاة لكرامتنا وإنسانيتنا. وزادوا «سقط سجين سعودي يبلغ من العمر 65 عاما مغشيا عليه، نتيجة اختناقه بالغازات المسيلة للدموع»، ونبه السجناء إلى أنهم فوجئوا في وقت لاحق بالمياه تنهمر من نوافذ السجن ما جعل النوم في تلك الليلة مستحيلا. ويصف السجناء الوضع داخل السجن بأنه قاس وأن الظروف المعيشية لا تطاق، ويصعب أكل الأطعمة المقدمة من السجن، ما يضطرنا لشراء معلبات من الخارج عن طريق العاملين في السجن، مثل التونة والجبن والمربى ونحو ذلك، وبأسعار باهظة للغاية، فالمشروبات الغازية التي تباع في الخارج ب75 قرشا، نشرتيها داخل السجن ب 3 جنيهات. وأوضحوا أن العاملين في السجن يستغلون ظروف السجناء ويعملون على بيع شرائح الاتصال بأسعار خيالية فالهاتف المحمول البدائي، المجرد من الكاميرا والإنترنت، والمزود بإضاءة «كشاف»، يباع في السجن بمبلغ ألفين و500 جنيه، بينما لا يتجاوز سعره في الخارج 150 جنيها. ويقطن إلى جوار السجناء السعوديين آخرون من الجزائر، الأردن، البوسنة والهرسك، سورية، تونس، والمغرب، وتتنوع القضايا والأحكام الصادرة في حق السجناء السعوديين في مصر، بين الإعدام والسجن لفترة محددة مرورا بالسجن المؤبد مدى الحياة، في قضايا توظيف أموال، إصدار شيكات، حيازة مخدرات وتجارتها أو تهريبها. ويؤكد بعض السجناء أن سعوديين قضايا قبل عامين داخل سجن القناطر ونقل جثمانهما إلى المملكة، لكبر سنهما ومعاناتهما مع ظروف صحية عصيبة.